تخاله إنْ بدا به قمرا ... تما بدا في مطالع السعد
كألأنما ألبست حدائقه ... ما حاز من شيمة ومن مجد
كأنما جادها فروضها ... بوابل من يمينه رغد
لا زال في عزة مضاعفة ... ميمم الرفد واري الزند
وله يصف فرسا وهو مما أبدع في التمثيل له والتشبيه ونبه خاطره فيه أحسن تنبيه وخلع عليه شيات لاحق والوجيه وعمه بالمحاسن وتوج ونسبة إلى الخاطر أعوج:
وأقب من آل الوجيه ولاحف ... قيد العيون وغاية المتمثل
ملك النواظر والقلوب بحسنه ... فمتى ترق العين فيه تسهل
ذو منخر رحب وزور ضيق ... وسماوة خضب وأرض ممحل
قصرت له تسع وطالت أربع ... وصفت ثلاث منه للمتأمل
وتراه أحيانا لعزة نفسه ... يرنو بلا قبل بعين الأقبل
وكأنما سال الظلام بمتنه ... وبدا الصبح بوجهه المتهلل
ز كأن راكبه على ظهر الصبا ... من سرعة أو فوق ظهر الشمأل
وله يصف فرسا للظافر عبد الرحمن بن عبيد الله بن ذي النون رحمه الله:
وأدهم من آل الوجيه ولاحق ... له الليل لون والصبح حجول
تحير ماء الحسن فوق أديمه ... فلولا التهاب الخصر ظل يسيل
كأن هلال الفطر لاح بوجهه ... فأعيننا شوقا إليه تميل
كأن الرياح العاصفات تقله ... إذا ابتل منه محزم وتليل