دعا دعوة الصفا فأجابه ... قطوف من الفج العميق وراسم
فأعجب بدعوى لم تلج مسمعي فتى ... ولم يعها إلاّ ذكي وعالم
ألهفي لاقدار عدت عنك همتي ... فلم تنهض مني إليك العزائم
فيا ليت شعري هل أرى فيك داعيا ... إذا ما دعت لله فيك الغمائم
وهل تمحون عني خطايا اقترفتها ... خطى فيك لي أو يعملان رواسم
وهل لي من سقيا حجيجك شربة ... ومن زمزم يروى بها النفس حائم
وهل لي في أجر الملبين مقسم ... إذا بذلت للناس فيك المقاسم
وكم زار مغناك المعظم مجرم ... فحطت به عنه الخطايا العظائم
ومن أين لا يضحى مرجيك آمنا ... وقد أمنت فيك المها والحمائم
لئن فاتتني منك الذي أنا رائم ... فإن هوى نفسي عليك لدائم
وإنْ يحمني حامي المقادير مقدما ... عليك فإني بالفؤاد لقادم
عليك سلام الله ما طاف طائف ... بكعبتك العليا وما قام قائم
إذا نسم لم تهد عني تحية ... إليك فهديها الرياح النواسم
أعوذ بمن أسناك من شر خلقه ... ونفسي فما منها سوى الله عاصم
وأهدي صلاتي والسلام لأحمد ... لعلي به من كبة النار سالم
انتهى ما أوردة في القلائد دون ما قدمناه.
ولنختم ترجمة ابن السيد بقوله:
إليك أفر من ذلي وذنبي ... فأنت إذا لقيت الله حسبي
وزورة أحمد المختار قدما ... مناي وبغيتي لو شاء رتبي
فإن أحرم زيارته مجسمي ... فلم أحرم زيارته بقلبي