إمام ورع وأديب متقلل. وكان يقول: إذا عرض لك أمران: أمر أخرى وأمر دنيا فبادر بأمر الأخرى يحصل لك أمر الدنيا والأخرى.
وله طريقة في الخلاف وله أشعار منها:
إذا كنت في حاجة مرسلا ... وأنت بأنجازها مغرم
فأرسل بأبلة خلابة ... به صمم أغطش أبكم
ودع عنك كل رسول سلوى ... رسول يقال له الدرهم
قال الطرطوشي: كنت ليلة نائما في البيت المقدس إذ سمعت في الليل صوتا حزينا ينشد:
أخوف ونوم ذا لعجيب ... ثكلتك من قلب فأنت كذوب
أما وجلال الله لو كنت صادقا ... لمّا كان للإغماض فيك نصيب
قال: فأيقظ النوم وأبكى العيون.
وكان الطرطوشي ينشد:
إنَّ لله عبادا فطنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحي وطنا
جعلوا لجة وأتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا
ودخل الطرطوشي على الأفضل بن أمير الجيوش فوعظه وقال: إنَّ الأمر الذي أصبحت فيه من الملك إنما صار إليك بموت من كان قبلك وهو خارج عن يدك بمثل ما صار إليك فاتق الله فيما خولك من هذه الأمة فإنَّ