للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت إذ ذكرني معاهاً ... " لله ما قد هجت يا يوم النوى "

ومقصورته تدل على اطلاعه، وصدرها بخطبة بليغة جداً، وتولى شرح هذه المقصورة الشيخ أبو القاسم الشريف الحسني القاضي كان بغرناطة، وسمي شرحه هذا رفع الحجب المستورة عن محاسن المقصورة، وملأه بكل غريبة، وقد طالعته غير مرة. وقد ألف الإمام المكودى شارح الألفية، مقصورة بديعة نبوية؛ وعاب على ابن دريد وحازم جعلهما مقصورتيهما مدحاً في بني الدنيا، فكان من جملة أبياتها:

فحازم قد عد غير حازمٍ ... وابن دريد لم يفده ما درى

وقد تولى شرح مقصورة المكودي بعض أصحابه وهو الكاتب الأديب أبو عبد الله المكلاني أعانه الله تعالى.

ومن بديع نظمه رحمه الله قصيدة جيمية، غريبة المنزع، لها صيت عظيم عند الحذاق من أهل الأدب، والنجارين من الفضلاء، عارض بها في المعنى رائية ابن عمار الوزير؛ للمعتمد بن عباد. وفضل غير واحد هذه الجيمية الحازمية، على تلك الرائة العمارية:

أدر المدامة فالنسيم مؤرج ... والروض مرقوم البرود مدبجُ

والأرض قد لبست برود جمالها ... فكأنما هي كاعب تتبرجُ

والنهر مما ارتاح معطفه الللى ... لقيا النسيم عبابه متموجُ

يمسي الأصيل بعسجدي شعاعه ... ابداً يوشي صفحه ويدبجُ

وتروم أيدي الريح تسلب ما اكتسى ... فتزيده حسناً بما هي تنسجُ

<<  <  ج: ص:  >  >>