للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا نخاف يزيد قلبك لاعجاً ... فأجبتهم خلوا اللواعج تلعجُ

وبكيت واستبكيت حتى ظل من ... عبراتنا بحر ببحر يمزجُ

وبقيت أفتح بعدهم باب المنى ... ما بيننا طورا وطورا يرتجُ

وأقول يا نفس اصبري فعسى النوى ... بصباح قرب ليلها يتبلجُ

فترقب السراء من دهر شجا ... والدهر من ضد لضد يخرجُ

وترج فرجة كل هم طارقٍ ... فلكل هم في الزمان تفرجُ

وتذكرت بهذه الجيمية قصيدة ابن قلاقس الإسكندري رحمه الله تعالى:

عرضت لمعترض الصباح الأبلج ... حوراء في طرف الظلام الأدلجِ

فتمزقت شية الدجا عن غرتي ... شمسين في أفق وكلة هودجِ

ووراء أستار الحمول لواحظ ... غزلان معتدل الوشيج الأعوجِ

من كل مبتسم السنان إذا جرى ... دمع النجيع من الكمى الأهوجِ

ولقد صحبت الليل قلص برده ... لعباب بحر صاحبه المتموجِ

وكأن منتثر النجوم الآلي ... نظمت على صرح من الفيروزجِ

وسهرت أرقب من سهيل خافقاً ... متفرداً وكأنه قلب الشجي

واستعبرت مقل السحاب فأضحكت ... منها ثعور مفوف ومدبجِ

وابن قلاقس هذا له في النظم البارع المديد؛ ومن محاسنه قوله رحمه الله تعالى:

سددها من القلوب رمحا ... وانتضوها من الجفون صفاحا

<<  <  ج: ص:  >  >>