الأمير أبي الوليد إسماعيل ابن جدنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر، ابن جدنا أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر، محمّد بن أحمد بن محمّد بن خميس بن نصر الخزرجي، هذه القصيدة البارعة، وحذف منها الراء المهملة:
قسماً بوضاح السنى وهاج ... من تحت مسبول الذوائب داجِ
وبأبلج بالمسلك خطت نوره ... من فوق وسنان اللواحظ ساجِ
وبحسن خد دبجت صفحاته ... فغدت تحاكي مذهب الديباجِ
وبمبسم كالعقد نظم سلكه ... ولمى حكى الصهباء دون مزاجِ
وبمنطق نصبو القلوب لحسنه ... أنسى المسامع نغمة الأهزاجِ
وبمائس الأعطاف تثنيه الصبا ... فيميس كالخطى يوم هياجِ
ومنعم مثل الثيب يقله ... متضعف يشكو من الإدماجِ
وبموعد للوصول أنجز فجأة ... من بعد طول تمنع ولجاجِ
ويا كؤوس أطلعن في جنح الدجى ... شمس السلافة في سماء زجاجِ
وحدائق سحب السحاب ذيوله ... فيما وبات لها النسيم يناجي
وجداول سلت سيوفاً عند ما ... فجئت بجيش للصبا عجاجِ
وبأقحوان قد تضاحك إذ بكت ... عين الغمام بمدمع ثجاحِ
وقدود أغصان يملن كأنها ... تخفي حديثها بينها وتناجي
وحمائم يهتفن شجواً بالضحى ... فهديلهن لذي الصبابة شاجي
إنَّ المعالي والعوالي والندى ... والبأس طوع يدي أبي الحجاجِ
ملك تتوج بالمهابة عندما ... لم يستجر في الدين لبس التاجِ
وأفاض حكم العدل في أيامه ... فالحق أبلج وأوضح المنهاجِ
هو منقذ العاني ومغنى المعتفي ... ومذلل العاتي وغوث اللاجي