وحكى أنَّه كتب رحمه الله للرئيس الكاتب أبي القاسم بن رضوان يطلب منه شراب سكنجبين وقصد التصحيف بقوله: أحسن زان بيتك نجيب تسر به برء مرضى.
تصحيفه: أحب شراب سكنجبين شربه برء مرضى.
قال فجاوبه ابن رضوان بقوله: إنَّ برء نفيس تصحيفه مقلوبا: يشفيك ربنا.
وتذكرت بهذا ما وقع للرئيس ابن الجياب فإنه أهدى له الفقيه ابن قطبة رمانا ثم دخل عليه عائدا فلما رآه قال له: يا فقيه نعم بالهدنة زمانك أراد: نعمت الهدية رمانك. وكان هذا قبل موته من مرضه بيسير وهو مما يدل على ثقوب ذهنه حتى قرب الموت سامحه الله وغفر له.
ومن نظم أبي عبد الله بن جزي المذكور قوله:
رعي الله عهدا بالمرية لا أرى ... له أبدا ما عشت في الناس بالناسي
وكيف ترى بالله صحبة معشر ... مجاهد بعض منهم وابن عباس
ومن ذلك قوله رحمه الله في الزاوية التي أنشأها أبو عنان وهو مكتوب عليها إلى قرب هذا التاريخ:
هذا محل الفضل والإيثار ... والرفق بالسكان والزوار
دار على الإحسان شيدت والتقى ... فجزاؤها الحسنى وعقبى الدار