للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر غير واحد أنَّه دخل مرة على المستنصر بالله الحفصي فلما مثل بين يديه آنسه بإقباله أو سؤاله فأنشده الحافظ رحمه الله:

بشرى باشرت الهدى والنورا ... بلقاني المستنصر المنصورا

فإذا أمير المؤمنين لقيته ... لم ألق إلاّ نضرة وسرورا

ومن بديع نثره رحمه الله رسالته الحافلة التي كتب بها للمستنصرو هي الرسالة الغريبة مساقا المتلألئة نظما واتساقا التي لم ينسج على منوالها ولم يأت أحد بمثالها يصف وصول الماء إلى تونس ويشير في ذلك إلى إشارات عجيبة تدل على أنَّ قريحته الوقادة لداعي الإجابة مجيبه وهي: الحمد لله حمدا لا نقلله. هذا الزمان الذي كنا نؤمله " بلدة طيبة ورب غفور " ودولة مباركة لمحاسنها سفور.

إلى أبي حفص آلوا فهل جالت النجوم حيث جالوا أو نالت الملوك بعض ما نالوا ملك يشتمل الإقبال وعز يقلقل الأجيال وكرم صريح الانتماء في النماء وشرف سمت ذوائبه على السماء إلى عدل وإحسان هما قوام نوع الإنسان مع رفق واسجاح ضمنا كل فوز ونجاح فقد آضت الظلماء أنوارا وفاضت البركات أنجادا وأغوارا أليس العام ربيعا والعالم جميعا والسعود طالعة والعصور طائلة مصالح الأعمال تحليها وعلى منصات الكمال تجليها فمن ذا أيّها المولى يجاريك إلى مدى أو يباريك في إقدام صادق وندى وآياتك للأبصار هدى وحياتك للكفر ردى بسيرتك عدل الدهر وما جار ولولا نور غرتك ما أنار لقد حسنت بك الأوقات حتى كأنك في فم الزمن ابتسام أعرقت في المجد والعليا وعنيت بالدين فعنت لك الدنيا

<<  <  ج: ص:  >  >>