مجدكم هذه الحروف، ويستدفع بمعلوم جدكم الصروف؛ وإنْ تأملتم ماله من سمت وسيما، أقبلتموه وجه الإقبال وسيما؛ وأوليتموه من رعي الحق الواجب، ما يراه ضرباؤكم ضربة لازب؛ والله يبقيكم للمكارم تشيدون رسومها الدائرة، وتنظمون عقودها المتناثرة؛ وهو تعالي يكلأ محلكم الرحيب، ولا يعدمكم من الزمان وأهله الترجيب والترحيب، والسلام.
ومن نظمه رح قوله في المجبنات:
بنفسي مثلجات للصدور ... لها سمتان من نار ونورِ
حوامل وهي أبكار عذارى ... تزف على الأكف مع البكورِ
كبرد الطل حين تذلق طعماً ... وفي أحشائها وهج الحرورِ
لها حالان بين قم وكفٍ ... إذا وافتك رائعة السفورِ
فتغرب كالأهلة في لهاة ... وتطلع في يمين كالبدورِ
وقوله يشكو الزمان:
تحيف حالتي حيف الزمان ... وصدق اليأس من كذب الأماني
وبرت في أليتها الليالي ... بترويعي فإني بالأمانِ
أما قنعت وقد كلفت بهضمي ... وضيمي دون ابناء البيانِ
أحاول أنْ أقوم لمّا يواتي ... فتقعدني الخطوب بلا تواني
وأطباق الثرى بالحر أحرى ... إذا ألفى الثراء من الهوانِ