ذَلِكَ، وَسِيرَتُهُ فِي الْقَضَاءِ سيرةٌ حسنةٌ.
سَمِعَ بِدِيَارِ مِصْرَ مِنْ أَصْحَابِ الْبُوصِيرِيِّ، وَمِنَ ابْنِ الْقَسْطَلانِيِّ، وَأَجَازَهُ ابْنُ مَسْلَمَةَ وَغَيْرُهُ، وَقَرَأَ بِدِمَشْقَ عَلَى أَصْحَابِ الْخُشُوعِيِّ، وَخُرِّجَ لَهُ بِالْقَاهِرَةِ حَالَ تَوْلِيَتِهِ الْقَضَاءَ بِهَا فَوَائِدَ وَعَوَالِي الشَّيْخِ الْحَافِظِ تَقِيِّ الدِّينِ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِسْعَرْدِيِّ، وَكَذَلِكَ خَرَّجَ لَهُ ((مَشْيَخَةً)) الْمُحَدِّثُ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ ابْنُ الْمقْشرَانِيِّ الصُّوفِيُّ، وَحَجَّ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ، وَسَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَسَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مئة، وسنة عشر وسبع مئة.
وَقَالَ سَيِّدُنَا قَاضِي الْقُضَاةِ تَاجُ الدِّينِ أَسْبَغَ اللَّهُ ظِلَّهُ: حَاكِمُ الإِقْلِيمَيْنِ مِصْرًا وَشَامًا، وَنَاظِمُ عِقْدِ الْفِخَارِ الَّذِي لا يُسَامَى، متحلٌ بِالْعَفَافِ، مُتَخَلٍّ إِلا عَنْ مِقْدَارِ الْكَفَافِ، محدثٌ فقيهٌ، ذُو عقلٍ لا تَقُومُ أَسَاطِينَ الْحُكَمَاءِ بِمَا جُمِعَ فِيهِ.
مَوْلِدُهُ فِي عَشِيَّةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ رَابِعِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَسِتِّ مئة بِحَمَاةَ، وَمَاتَ بِمِصْرَ فِي لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ الْحَادِي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاث وسبع مئة، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ قَبْلَ الظُّهْرِ بِجَامِعِ مِصْرَ الْجَدِيدِ، وَدُفِنَ بِالْقَرَافَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَإِيَّانَا.
سَمِعْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ ((حِلْيَةَ الأَمَالِي فِي الْمُسَاوَاةِ وَالْمُصَافَحَاتِ وَالْمُوَافَقَاتِ الْعَوَالِي)) تَخْرِيجَ الْحَافِظِ تَقِيِّ الدِّينِ عُبَيْدٍ الإِسْعَرْدِيِّ لَهُ وَذَلِكَ حُضُورًا فِي الثالثة في سنة ثلاثين وسبع مئة، وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ أَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ جَمَاعَةَ الْكِنَانِيُّ الشَّافِعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حاضرٌ فِي الثَّالِثَةِ فِي سَنَةِ ثلاثين وسبع مئة، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ الْمُسْنِدُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ النُّمَيْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سَعْدِ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ كُلَيْبٍ الآجُرِّيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ الرَّزَّازُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute