للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَمَا تَرَى الشَّيْبَ قَدْ دَلَّتْ كَوَاكِبُهُ ... عَلَى الطَّرِيقِ لَوْ انَّ الصَّبَّ مَدْلُولُ

وَالسِّنُ قَدْ قَرَعَتْهَا الأَرْبَعُونَ وَفِي ... ضَمَائِرِ النَّفْسِ تسويفٌ وَتَسْوِيلُ

حَسْبِي مَدِيحُ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلُ هُدًى ... وَإِنْ دَنَتْ عَنْ مَعَالِيهِ الأَقَاوِيلُ

مَاذَا عَسَى الشُّعَرَاءُ اليوم مادحةً ... من بعدما مدحت حام تنزيل

أَوْفَى النَّبِيِّينَ سَبْقًا وَاتِّضَاحَ عُلا ... كَأَنَّهُ غرةٌ وَالْقَوْمُ تَحْجِيلُ

نِعْمَ الْيَتِيمُ إِذَا عُدَّتْ جَوَاهِرُهُمْ ... وَضَمَّهَا مِنْ عُقُودِ الْوَحْيِ تَفْصِيلُ

وَالْمُجْتَلَى تَاجُ عُلْيَاهُ الرَّفِيعُ وَمَا ... لِلْبَدْرِ تاجٌ وَلا لِلنَّجْمِ إكليل

روح النجاة الذي قد كَانَ يَهْرَعُ فِي ... أَبْوَابِ مَغْنَاهُ رُوحُ الْوَحْيِ جِبْرِيلُ

وَمُفْصِحُ الضَّادِ مَرْوِي الصَّادِ مِنْ كرمٍ ... فَلِلْمَحَاسِنِ ترتيبٌ وَتَرْتِيلُ

ذَاكَ الَّذِي لَمْ يَزَلْ فِي الدِّينِ فَاعِلَ مَا ... يَنْحُو الْهُدَى وَمَرَامُ الدِّينِ مَفْعُولُ

مُبَرَّأُ الْقَلْبِ مِنْ ريبٍ وَمِنْ دنسٍ ... وَكَيْفَ وَهُوَ بِمَاءِ الْخُلْدِ مَغْسُولُ

مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُصْطَبِرًا ... عَلَى الْجِرَاحِ وَبَعْضُ الْجَرْحِ تَعْدِيلُ

فِي معشرٍ نجبٍ تَغْزُو نِبَالُهُمُ ... مالا غَزَتْ قَبْلَهَا الطَّيْرُ الأَبَابِيلُ

يَطِيب فِي اللَّيْلِ تَسْبِيحٌ لِسَاهِرِهِمْ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ

حَتَّى اسْتَقَامَ مَنَارُ الدِّينِ مُرْتَفِعًا ... وَقَوَّضَتْ عَنْهُ هَاتِيكَ الأَضَالِيلُ

وَقَامَ فِي ظِلِّ بَيْتِ اللَّهِ شَائِدُهُ ... فَحَبَّذَا لِنِظَامِ الْبَيْتِ تَكْمِيلُ

هَذَا الْفَخَارُ الَّذِي مَا شَامَ مَنْظَرُهُ ... مِنْ قَبْلِ أَحْمَدَ لا دهرٌ وَلا جِيلُ

هَذَا الصِّرَاطُ الَّذِي لَوْلا شَرِيعَتُهُ ... مَا كَانَ يُعْرَفُ تحريمٌ وَتَحْلِيلُ

هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَتْ فِي جَاهِ بَعْثَتِهِ ... هَذِي الْمَحَارِيبُ لا تِلْكَ التَّمَاثِيلُ

كَمْ مُعْجِزٍ لِرَسُولِ اللَّهِ قَدْ خُذِلَتْ بِهِ ... الْعِدَا وَعَدُوُّ الْحَقِّ مَخْذُولُ

فَاضَ الزُّلالُ الْمُهَنَّى مِنْ أَصَابِعِهِ ... نِعْمَ الأَصَابِعُ مِنْ كَفَّيْهِ وَالنِّيلُ

وَبُورِكَ الزَّادُ إِذْ مَسَّتْهُ رَاحَتُهُ ... فَحَبَّذَا مَشْرَبٌ مِنْهَا وَمَأْكُولُ

وَخَاطَبَتْهُ وُحُوشُ الْبِيدِ مُقْبِلَةً ... فَالرِّجْلُ عَاسِلَةٌ وَاللَّفْظُ معسول

<<  <   >  >>