ومعه الشيخ بدر الدين بن جمعة من أعيان العلماء الفضلاء بمصر.
وفي عاشر رجب منها، لبس القاضي برهان الدين بن القطب قضاء الحنفية، وفوض للقاضي شمس الدين الحلبي، والقاضي محيي الدين الناصري، والقاضي بهاء الدين الحجيني، والقاضي كمال الدين بن سلطان، والقاضي شمس الدين الغزي، وعمي القاضي جمال الدين بن طولون، وشرط على الجميع أن لا يحكموا إلا بالتورية.
وفي شعبان منها، اجتمع القاضي شمس الدين الغزي الحنفي عند القاضي محب الدين بن القصيف، في بستان، ونزل واغتسل في النهر الذي في البستان بحضرة الجماعة، فقال ابن القطب مستخلفه: إن هذا الفعل على هذه الكيفية مسقط للمروء.
وفي رمضان منها، عزل ابن القطب نائبه كمال الدين بن سلطان.
وفي تاسع عشر شوال منها، سافر الحاج وأميره برد بك الظاهري، وقاضي الركب شهاب الدين الحمصي، رئيس المؤذنين بالجامع الأموي.
وفي ذي القعدة منها، في تاسع عشره، سافر الحاجب الكبير يونس إلى مصر، وخرج عليه قطاع الطريق قريب الملاحة وأخذوا ما معه من المال، يقال عشرة آلاف دينار. وفي سادس عشريه سافر الأتابكي بدمشق، جانم مصبغة، إلى مصر متولياً تقدمة بها.
وفي ثالث ذي الحجة منها، سافر القاضي صلاح الدين العدوي إلى مصر مطلوباً. وفي يوم عرفة توفي قاضي القضاة شهاب الدين أحمد المريني المالكي، وصلي عليه بالجامع الأموي عقب صلاة الجمعة، ودفن بمقبرة باب الصغير، قريب جامع جراح، وكان له اشتغال لكن مع وقوف ذهنه، وكان سليم الخاطر أول ما تولى القضاء في عشري المحرم سنة ٨٧٦، وتخللها ولاية القاضي كمال الدين العباسي في نصف جمادى الأولى سنة ٨٧٩، ثم عزل في جمادى الأولى سنة ٨٨٥ وقد بلغ الثمانين، وكان عفيفاً في باب القضاء، لم يقل عنه إنه ارتشى قط. وفيه توفي الشيخ محمد التونسي المالكي، وكان عالماً بفقه المالكية، وبالقراءات والنحو وغيرها، سريع الإدراك، حسن التصور.