وفي يوم الثلاثاء حادي عشريه ثبت على شيخنا المحيوي النعيمي تقرير السراج بن الصيرفي، لشهاب الدين بن السويدي، في نظر وقف الحافظ بن عساكر، عن الزيني المقتول، لكونه مزوجاً بامرأة من ذرية الواقف المذكور.
وفيه ثبت عليه نزول الرضي عبد الرحمن بن محمد، للسراج بن الصيرفي المذكور، عن قراءة صحيح البخاري، وقف الحاج علي بن فطيس، الكائن داخل باب الجابية.
وفي هذه الأيام نودي بدمشق على أعلام الناس بالسفر إلى تلقي الحاج، الذي أشيع عنه بدمشق أخبار مختلفة، ورمي على الحارات مال لأجل مشاة، والناس في قلق، ووقوف حال، من كثرة الخوف في غالب الطرقات، وكثرة الظلم، ومن ارتفاع سعر القمح وغلو الخبز.
وفيها ورد المرسوم السلطاني إلى دمشق بعزل الأمير قايتباي، الذي ولي أمير ميسرة، لتحريه على الأمير طراباي دوادار السلطان بدمشق، وكان قايتباي المذكور أحد المنفيين من مصر.
[سنة عشر وتسعمائة]
استهلت والخليفة أمير المؤمنين أبو الصبر يعقوب بن عبد العزيز العباسي؛ وسلطان مصر والشام وما مع ذلك الملك الأشرف قانصوه الغوري؛ ونائبه بدمشق قانصوه البرجي المحمدي، وقد كان عين لنيابتها سودون العجمي ولم يتم ذلك؛ والقضاة بها: الحنفي البدري الفرفوري، والشافعي عمه شهاب الدين بن الفرفور، والمالكي كان الشمس بن يوسف الأندلسي، وهو مفقود بالديار المصرية، والحنبلي نجم الدين بن مفلح، انفصل بالقاضي بهاء الدين بن قدامة، وهو بتربة تنم بميدان الحصى، بعد توعك حصل له في سفره؛ والحاجب الكبير قانصوه الجمل؛ والحاجب الثاني ... وكاتب السر محب الدين الأسلمي.
وفي بكرة يوم الاثنين رابع المحرم منها، خرج النائب إلى الموكب، وتلقى قاضي الحنابلة الجديد بهاء الدين بن عز الدين قدامة، ثم دخل معه إلى الاصطبل، ونزل، وقرئت مطالعاته، ثم لبس خلعته وركب إلى الجامع وقرئ توقيعه، وتاريخه في مستهل جمادى الأولى من الماضية.
وفيه شغر غالب وظائف الحنابلة، وعزل من فيها، وقد حصل له وهم وخور من حين دخل الاصطبل، فلم يستطع الخروج من الجامع، ودخل بيت الخطابة وهو ضعيف؛ ثم دخل عليه جماعات منهم الشيخ تقي الدين بن قاضي عجلون.
ثم فوض لشيخ الحنابلة يومئذ شهاب الدين العسكري، بعد بعض تمنع من العسكري،