عشريه نودي بدمشق بالحجوبية الكبرى لقانصوه الجمل المصري.
وفي يوم الاثنين ثاني عشريه خرج وفد الله من دمشق، وأميرهم الخواجا زين الدين بن النيبري.
وفي هذه الأيام وردت الأخبار من مصر بعزل القاضي شمس الدين الطولقي المالكي، ومنعه من الحكم والشهادة؛ وأن خصمه في القضاء شمس الدين بن يوسف الأندلسي لم يعلم أين هو، واشتهر بدمشق أنه غرق، وبعضهم يقول خنق، وقد مر أن الطولقي هذا إنما أذن له القاضي الشافعي في الحكم بدمشق، وأما نائب المالكي شمس الدين بن الخيوطي فإنما كان أذن له الحنبلي، وهو مستمر في الحكم، والقاضي الحنبلي شاع بدمشق عزله ببهاء الدين بن قدامة، واستمر ممتنعا إلى الآن.
وفي هذه الأيام غضب النائب على سراج اليدن بن الصيرفي فتراضاه، ثم منع شمس الدين ابن الخيوطي، فالمذهبان الحنبلي والمالكي شاغران، والشافعي غائب بمصر، وعوضه سراج الدين المذكور، والحنفي سيتعين في بيع الأوقاف بعز الدين بن حمدان، وبتاج الدين محمد بن القصيف، ولأجل ذلك فوض إليهما بخلاف عمي جمال الدين بن طولون.
وفي يوم الثلاثاء أول ذي القعدة منها، عرض على السلطان ولي الدين بن قاضي القضاة المنهاج وغيره، وخلع عليه.
وفي بكرة يوم الأربعاء ثانيه سافر النائب بعسكر دمشق، وصحبتهم جميع آلة الحرب والحصار، وحطوا بالمرج، ثم بعد يوميات سافر إلى أرض البقاع، ولم يبق بدمشق غير دوادار النائب.
وفي هذه الأيام ولي النائب جماعات في كثير من بلدان ناصر الدين بن الحنش، بعد أن حرق بيته في قرية مشغرا، وهرب من النائب ولم يلقه، وبسبب ذلك خربت بلدان كثيرة.
وفي يوم الجمعة، يوم العيد، عاشر ذي الحجة منها، اتفق جماعة من أهل المزة على أحد عرفائها، يوسف بن الداراني، فأوقعوا فيه ضرباً بالسكاكين في بعض البساتين، ثم سحب على وجهه ورمي قرب مزار قصيبان، الذي يفتل عليه الصوف، قبلي المزة؛ ورمي بسببه على أهلها مال.
وفي ليلة الجمعة سابع عشره دخل ملك الأمراء إلى دمشق، راجعاً من البقاع، وإخراج ناصر الدين بن الحنش منها.
وفي يوم الاثنين عشرينه جاء الخبر أن الزيني عبد القادر ابن شيخ الإسلام بدر الدين بن قاضي شهبة، خرج عليه جماعة بين المنينة وسيدي شعيب عليه السلام، وقتلوه وأخذوا ما معه، ودفن عند سيدي شعيب.