للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دار الفراديس، وفاضت عين دار البطيخ، وخربت بيوت وطباق كثيرة، وفقد الخبز وغلا لقلة الطحن، والجملة فلم ير في هذه الأيام مثلها قط.

وفيها ورد الخبر من مصر إلى دمشق بأن القاضي الشافعي عزل تقي الدين بن زهير، الشهير بابن قاضي زرع، عن نيابة القضاء لأمر أوجب ذلك عنده.

وفي يوم الثلاثاء مستهل رجب منها، حصل بين السيد إبراهيم نقيب الأشراف، وبين شهاب الدين الرملي، قلقلة، فشكا عليه إلى النائب، فغضب عليه وأسمعه كلاماً غليظاَ، لما رأى من تحبره، ووضع في الترسيم إلى أن شفع فيه قاضي الحنابلة نجم الدين بن مفلح، ومفتي دار العدل كمال الدين بن حمزة.

واستمر المطر من هذا اليوم إلى ثاني عشره، حتى تهدمت بيوت كثيرة، وانقطعت الأسباب.

وفي يوم الخميس سادس عشره دخل من مصر إلى دمشق عدة خاصكية، صحبة أحدهم خلعة الشتاء للنائب، فلبسها من المصطبة، التي مقابل مسجد القدم.

وفي أواخر هذا الشهر أخبر شخص أن ريحاً أتت بقرية سخنين، فقلعت زيتوناً كثياً نحو ألفين أصل، واقتلعت فارساً من سرج فرسه، ورمت به إلى الأرض، فتعلق بأصل شجرة مقطوعة، ورمت رفيقاَ له ماشياً فمات، وأنها أخذت الكلب معهما وطارت بذلك كله في السماء، قيل حتى ألقته في بحيرة طبرية، وأن جماعة رأوا ذلك.

وفي ليلة يوم الخميس مستهل شعبان منها، هرب جماعة أمراء من حبس القلعة بحبال دليت، فلما تعالى النهار دل عليهم، فأتي بهم.

وفي هذه الأيام صودر البرددار ابن الأقفالي، ونائبه البعني، وغيرهما من جماعة النائب.

في صبحة يوم الخميس ثاني عشريه دخل من مصر إلى دشمق الخواجا زين الدين بن النيربي، مخلوعاًَ عليه بأمرة الحاج؛ وصحبته مشد النائب، وعلى يديه خلعة للنائب بنفسجية بمقلب سمور، فدخل الثلاثة بخلعهم إلى دمشق على العادة.

وفي يوم السبت مستهل رمضان منها، أدير لمحمل على العادة القديمة، خارج سور دمشق.

وفي يوم الأربعاء ثاني عشريه فجع شيخنا محيي الدين النعيمي بولده بدر الدين، وميلاده رابع صفر سنة خمس وتسعمائة؛ وفي يوم الجمعة ثامن عشريه بابنته حليمة، وكان عمرها أربع سنين.

وفي يوم الخميس رابع شوال منها، أدير المحمل بدمشق مرة ثانية.

وفي يوم السبت

<<  <   >  >>