المعاملة، مقطوع الرأس مرمياً على مصطبة بمحلة العنابة، وكان النائب على ما قيل حاملاً منه في الباطن، واستأذن منه مراراً في الرجوع إلى بلده فلم يأذن له، وتأسف الناس عليه لحرمته على المناحيس ببلاده.
وفي يوم الثلاثاء سابع عشرينه بعد أن كان أطلق قانصوه الألفي من قلعة صفد، ثم سافر إلى دمشق، ثم القاهرة، احتال نائب صفد على نائب قلعتها وعلى الخاصكي الذي أتى إليهما من مصر، وقال: أنا طائع غير عاص، حتى اجتمعوا في مكانه وقتلهما، وكانا قد جمعا عليه العشير لقبضه، ثم خرج منها على حمية عاصياً.
وفي هذه الأيام كثر القتل في دمشق، سيما في البلاصية، وأهل الزعارة، وقلت حرمة النائب.
وفيها وردت الأخبار من مصر بتولية للسيد عبد الرحيم العباسي كتابة سر دمشق، وأنه أعطى الأمير ماماي قاعتين له يساويان جملة مستكثرة بمصر، حتى سعى له في هذه الوظيفة.
قال شيخنا المحدث جمال الدين بن المبرد الصالحي في تاريخه: وفي هذه السنة أشيع الخبر بتحريك بني الأصفر، وأنهم في مراكب كثيرة نحو الأربعين، وأن ملكهم شاب، فسألني السيد نور الدين بن نقيب الأشراف أن أخرج له الأحاديث الواردة فيهم، فخرجت له جزءاً في ذكرهم، وخيف من ظهورهم على طرابلس، فأرسل نائب الشام قانصوه اليحياوي سألني عن مكان خروجهم، فقلت له في الحديث بين عكا وصور.
[سنة اثنتين وتسعمائة]
استلهت والخليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله عبد العزيز بن يعقوب العباسي؛ وسلطان مصر والشام وما مع ذلك الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباي؛ ونائبه بدمشق قانصوه اليحياوي؛ والقضاة: الحنفي محب الدين بن القصيف، والشافعي شهاب الدين بن الفرفور، وهو بمصر إلى الآن، والمالكي شمس الدين الأندلسي، والحنبلي نجم الدين بن مفلح؛ والأمير الكبير الأتابك يلباي؛ والحاجب الكبير قرقماس التنمي؛ والحاجب الثاني تنم؛ ودوادار النائب قطج؛ وسلطان مكة محمد بن بركات؛ وملك الروم أبا يزيد بن عثمان؛ وصاحب العجم يعقوب بن حسن بك، وهو على بغداد وغيرها.
وفي يوم الأربعاء سادس المحرم منها، قبض على الأمير تمربغا الفرنجي مملوك