وفي يوم الأحد سابع عشرينه لبس قاضي الحنابلة نجم الدين بن مفلح خلعة العود، بعد تولية ابن قدامة مكانه بمصر.
وفي بكرة يوم الخميس سلخه، وهو آخر حزيران، خرج القلعيون بغير أمر، لتلقي نائب القلعة ونقيبها الآتيين من مصر، فورد مرسوم باستمرار النقيب المعزول، فعوق الجديد بتربة تنم ليراجع السلطان، فامتنع نائب القلعة لأجله من الدخول إلى دمشق، ورجع القلعية، ثم ورجع نائب القلعة ورجع القلعية وأدخلوه، وبقي النقيب الجديد بالتربة.
وفيه لبس القاضي شمس الدين بن يوسف الأندلسي المعزول، قضاء المالكية، وعزل شمس الدين الطولقي.
وفي يوم الجمعة كان عيد أهل دمشق وهم في وجل من فصل الطاعون، وقد مات جماعة، فالله يلطف.
وفي هذه الأيام وقع القاضي المالكي الجديد بابن أخي شعيب، وضربه وأركبه حماراً مقلوباً، وكشف رأسه وجرسه.
وفي الاثنين حادي عشر شوال منها، ورد خاصكي من مصر صحبته خلعة للنائب، فلم يخرج إليه لوجع رجله وضعفه، فدخل والخلعة بين يديه مطوية على جنيب، وشاع بين الناس أنه أتى على تركة ابن المزلق المقتول، وعلى تركة ابن المعتمد، وعلى كشف الأوقاف.
وفي هذه الأيام هرب الشيخ محمد بن الحصني ليلة الثلاثاء إلى قرية الحنارة من الوباء؛ ثم هرب السيد علاء الدين بن نقيب الأشراف على عادته إلى البر منه، فضعف في قرية غرابة، ثم اختار الانتقال إلى المزة شرقيها فمات بها، ودفن جوار الشيخ علاء الدين البخاري، فلم يغنه الحذر، وكان عمره في عشر الأربعين، كذا أخبر شهاب الدين بن بري.
وفي يوم الثلاثاء تاسع عشره سافر وفد الله إلى الحجاز، وأميرهم دوادار السلطان بدمشق جان بلاط الذي أتى من حلب.
وفي يوم السبت ثالث عشرينه توفي النائب وكان الوفد بالمزيريب؛ وكان قد تولى جديداً عامر بن مقلد، وولده، وولد عدوه جانباي، بقلعة دمشق، كما أشار به النائب قبل وفاته، فحصل بدمشق خبطة من زعرها على النقباء ومن استضعفوه، فتصدى الحاجب الكبير تمربغا لهم، وقتل جماعة وقطع أيدي آخرين، فسكنوا، ونادى بالأمان، فاطمأن الناس، وخرج وظهر عن شجاعة وخيولية؛ أعانه الله على الخير.