للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماضي.

وفي بكرة يوم الخميس سابعه دخل من مصر إلى دمشق الأمير برسباي المجنون، وهو لابس خلعة الحجوبية الثانية بدمشق، وتلقاه ناس قلائل؛ ثم خلع خلعة على أحمد بن شاهين الحاجب الثالث.

وفي بكرة يوم الاثنين حادي عاشره، وهو أول آذار، دخل من مصر إلى دمشق، الأمير دوادار سكين بمصر، مارا إلى البلاد الشمالية ليكشف على قلاعها، وتقليد نواحيها، وخرج لتلقيه أرباب الوظائف على العادة، منهم دوادار النائب أبي قورة، وخرج معه زعر الشاغور، وأظهروا لأهل ميدان الحصى عناداً كثيراً، فاقتتلوا وقتل من أهل الشاغور رجل يقال له الكساوي، فهاشوا بسبب ذلك، ومنعوا أهل الميدان من الانتشار في أسبابهم، وظهر قلة حرمة الدوادار، وطمع أهل الزعارة لرذالته، وغيبة النائب.

وفي يوم الأحد سابع عشره سافر إلى مصر الشيخ تقي الدين ابن قاضي عجلون، وصحبته ولده النجمي، بعد أن انقلب عليهم القاضي الشافعي.

وفيه قبض على أحد المجرمين بمحلة قبر عاتكة، يقال له المزاوي، ووعد بمال، فلم يفده وشنق في عشيته، وأراح الله منه العباد والبلاد.

وفي يوم الأحد رابع عشريه وصل إلى دمشق من الرملة مبشر، بأن نائب الشام دولتباي وصل من مصر إلى الرملة، فتهيأ أهل الولايات بدمشق لتلقيه بالفواكه والحلاوات والمعمول غير ذلك.

وفي هذه الأيام سافر الشمسي بن يوسف، المعزول عن قضاء المالكية بدمشق، إلى مصر ليسعى على غريمه الشمسي الطولقي.

وفي يوم الاثنين خامس عشريه رجع من مصر إلى دمشق العلامة السيد كمال الدين بن حمزة، وصحب معه زوجته المصرية، وأولاده منها، وهم خمس بنات، وله ولد ذكر من زوجته بنت الصلاح العدوي، وأما زوجته الثالثة، فليس له منها ولد.

وفي يوم الخميس سادس رمضان منها، دخل نائب الشام إلى دمشق بعسكر قليل، وقد شاع بدمشق أنه قد أنعم عليه بالأتابكية بمصر مضافة لنيابة الشام، وأنه استناب فيها، وعما قليل يرجع إلى مصر؛ وكان قبل دخوله قد هجم عرب طريق الحاج على بعض جمالة وأخذوا منها شيئاً، فرجع عليهم وتبعهم على ما قيل إلى بلاد الحسا، ودخل إلى القدس، ثم أتى ودخل دمشق في اليوم المذكور؛ ودخل صحبته الأمير برد بك الذي عزله عن نيابة طرابلس قبل ذهابه إليها، وقد أنعم عليه بأتابكية دمشق، بعد عزل القرناص قرقماس منها.

ولما كان النائب بقبة يلبغا، وخرج دوادار السلطان قانصوه الفاجر لتلقيه والسلام عليه،

<<  <   >  >>