الحضور إلى القلعة، فوعدهم إلى غد، فلما انتصف الليل ركب في جماعة وذهب، فلم يعلم حقيقة خبره؛ وقيل إن نائب القلعة دولتباي اليحياوي، والحاجب الكبير برد بك تفاح، أرادا الهجم على دار السعادة لضبط موجوده، فلم يمكنا، والناس الآن في حيرة وتأسف على العادل لعدم العلم بحقيقة حاله.
وورد مرسوم شريف أيضاً بإبقاء أركماس نائب حلب بها، وعزل قانصوه رحله الذاهب إليها؛ ثم ورد الخبر من حماة بأن نائبها سيباي قبض على قانصوه رحله بمرسوم شريف.
وفي هذه الأيام قبض الأمراء، الذين أطلقوا من حبس القلعة، على نقيبها يلباي، الذي تقدم ذكر دخوله إلى دمشق قريباً، وصادروه وأخرجوه منها.
وفيها وجد الرجل الصالح خطاب بن عمر الشويكي الأسمر الحنبلي المقرئ بخلوته بالضيائية، جوار الجامع المظفري، بسفح قاسيون، مشنوقاً في حبل قد اشتراه من حانوت بالصالحية بنصف درهم، ولم يعلم حاله في ذلك، هل هو لأجل شيء فاته، أو عرض له يبسٌ في دماغه، وقد كان من شهور عرض له ضعف بدن، وذهب إلى مرستان الصالحية القيمري، وعوفي وقد كان أظهر لرجل بالضيائية، أن معه مالاً، عدده من الذهب الأشرفية أربعمائة وثلاثة عشر أشرفياً، وأنها تكون عنده وديعة إلى أن تأتي زوجته من المجاورة. وأن له ابن عم وأخا، فأبى الرجل قبول الوديعة بغير شهود، وهذا الرجل يعرف بابن مكنا، وهو رجل صالح.
فاختار القاضي محيي الدين الرجيحي وأوصى إليه ولزاويته بعشرين أشرفيا، وأن يحج عنه بثلاثين أشرفيا، ولشهود الوصية بعشرة أشرفية، ولختمات شريفة بكذا، والباقي يرصد لقدوم الغائبين، فأرصدت تحت يد الشافعي، ثم طلب الأمير يلباي دوادار السلطان بدمشق القاضي الرجيحي، ورسم عليه وعلى شهود الوصية، وطلب المال منهم أياماً وزين الدين خطاب هذا كمان يقرئ الأطفال بالمدرسة السعدية، المشهورة بمدرسة الخواجا إبراهيم، بالجسر الأبيض، وكان على خير، يقرأ في بعض الأيام ختمتين، ويلزم حضور درس الشيخ شهاب الدين بن سلم يوم السبت والثلاثاء، ولكن الأعمال بالخواتيم.
وفي ليلة يوم السبت عشرينه ثار محمد النجار الأزعر، في محلة رأس قصر حجاج، وضرب يوسف بن عبد الوهاب الطيان، أحد الثلاثة الذين قتلوا الشريف الوهراني الشاهد بالمحلة المذكورة، فتحامل إلى بيته بالشويكة، ومات بعد ساعة ثم في غدوة اليوم أتى رفيقه