وفي ليلة يوم الاثنين خامس عشريه أمر النائب نائب بعلبك ابن بيدمر، فأصبح مشنوقاً، وكان الناس فيه صنفان. - وفي هذا اليوم أمر النائب بإشهار المناداة بتقوى الله تعالى، ولا ظلم ولا عدوان، والمحتسب ومعه نحو عشرين مملوكاً خلف المنادي راكبين.
وفي يوم الأربعاء رابع جمادى الآخرة منها، بعث النائب وراء كبير زعر الشاغور، المشهور بابن الطباخ، وطايبه وعاتبه، وخلع عليه قشر جوخ، وشرط على نفسه أنه لم يبق يرمي دية مقتول على غير من لا تجب عليه، ووقع الصلح على ذلك، واطمأن الناس بعد أن كانوا تريّبوا من النائب وغدره، وتريّب هو أيضاً منهم بأن يبطشوا في أخيه جان بلاط، أو نحوه من الظلمة، وأيضاً فإنه تعطل عليهم أمور البلص، ولم يبق بلاصيّ يذهب إلى شغل لهم، فما وسعهم إلا المداراة.
وفي يوم الجمعة سادسه، بعد صلاتها، سافر أخو النائب، جان بلاط، إلى مصر، قيل مطلوباً، وقيل غير ذلك، قابله الله، فكم خرب من بلد ونهب من أموال، وما كان سبب هذه سواه، فلما رجع دوادار النائب من توديعه، أضافه زعر مصلّى العيدين به في آخر النهار المذكور.
وفي يوم الاثنين سادس عشره كتب النائب على تجّار القسي والنشاب والسيوف والسيور، أن لا يبيعوا منها شيئاً إلا للتّرك فقط، وأخذ القسامة ووضعها في جيبه، فتريّب الناس من ذلك، سيما وقد أعاد البلاصي ابن الفقهاعي على عادته، وهو أحد من كانت الفتنة بسببه، وطلب العوام من النائب قتله.
وفي يوم الثلاثاء سابع عشره أولم أهل الصالحية لدوادار النائب وليمة حافلة، حضرها غالب أهل دمشق، بحيث غلقت أسواق كثيرة، كما أولم له زعر ميدان الحصى، ثم القبيبات، ثم الشاغور، ثم باب المصلّى. - وفي يوم الأربعاء خامس عشريه نهبت قرية المزّة، بسبب كلب طلبه بعض أعوان أستاذها دوادار السلطان، فامتنع صاحب الكلب من إعطائه وتخاصما، فأمر أستاذها بطلبه، فإن امتنع فاقطعوا رأسه وأتوا به، فذهبوا وأتوا برأسه إلى الدوادار المذكور، بعد أن قتل واحد عن جماعته، فاستعان بالنائب في نهبها، فأعانه وبعث جماعة فنهبوا وفسدوا. - وفيه شاع بدمشق أن رجلاً، يقال له إسماعيل بن حيدر الصوفي، استولى على بلاد تمرلنك وغيرها، وهو ماش على البلاد، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الاثنين مستهل رجب منها، لبس النائب خلعة الشتاء خضراء بفاوى، أئته من