ظلماً، إلى الحمام، فخرج جماعة فقتلوه عدماً، وسر الناس بقتله لكثرة ظلمه، ولله الحمد.
وفي هذه الأيام كثرت مراحعة الناس للنائب فصمم على الثلاثين ألف دينار، فأخلى الناس منازلهم، وعزلت حوانيت دمشق، وغلقت الأسواق، فحط الأمر على عشرين ألف دينار على جميع دمشق، وحاراتها، وأهل الذمة.
وفي يوم الأربعاء مستهل شعبان منها، سافر قاضي المالكية شمس الدين بن يوسف، إلى دمشق.
وفيه ورد مرسوم شريف بأن يحضر الأمير أركماس، المنفصل عن نيابة حلب، ويسمع المرسوم؛ إن شاء بالقلعة، وإن شاء عن نائب الشام، فأبى إلا أن يرى المرسوم لإشارة بينه وبين السلطان، فأمر النائب بالقبض عليه، فهرب من بيته، فأرسل الحاجب الكبير ونائب القلعة ودوادار السلطان إلى بيته في صبحة يوم الخميس تاسعه، فلم يصلوا إلى بيته إلا بحريق الباب الغربي، ودخلوا بيته، فأخذوا الخيل والسلاح والأثاث؛ وذلك مع غلق الأسواق وتكالب الناس على النائب وأكثروا الدعاء عليه.
ثم في يوم السبت والأحد ثاني عشره رجع غالب الناس، أو بعضهم، إلى منازلهم وحوانيتهم على تخوف من النائب، وظنوا أنه ترك طلب المال الذي كان رماه عليهم.
وفي يوم الخميس سادس عشره ابتدئ في جبي المال المذكور، الذي رمي على الحارات.
وفي يوم السبت خامس عشريه هجم والي البر، ابن الحنبلية بجماعة النائب على بيت السيد إبراهيم، وقبضوه، فعراه النائب للضرب بالمقارع فرأى أثر ضرب مقارع، فسأله، فقال: قد علمت ما فعل معي جان بلاط، يعني السلطان الأشرف، لما كان نائب حلب، ثم دخل ولده، فأمر بأن يلبس ويضرب ابنه، فضرب بحضرته وهو ينظر والوالي يقرره على الحرامية السحيمية، ثم أخرجا من دار العدل إلى حبس الدم في الجديد بكشف الطاقية فقط، حافيين، قد أخذ قماشهما وأخذ عليهما من السجان ثلاثمائة درهم، بعد أن نهب بيته، وهتكت حريمه.
ثم في ثاني يوم طلب إلى دارالعدل، وأحضرت الحرامية، فبرأوها، وانزعج له الناس خوفاً من تجرئ النائب على غيره، وفرح جماعات من إطلاق لسانهما فيهم.
وذكروا أن الساعي في ذلك كريم الدين بن عجلان، ويظهر أنه يشفع فيه عند النائبي، ثم شفع في الكبير قاضي القضاة الشافعي، فأطلق في آخر يوم الاثنين سابع عشريه، واستمر ولده أياماً، ثم أطلق.
وفي بعد العصر بثلاث درج، يوم الجمعة ثاني رمضان منها، وهو حادي عشر آذار، نقلت الشمس إلى برج الحمل؛ وشاع بدمشق أن السلطان على قبض الأمير مصر باي الذي