وفي يوم الثلاثاء حادي عشريه، وهو أول آب، بط بطن الصغير، ولد محمد الحامض، بالشاغور بسكين.
ووصل من النجمي بن الشيخ تقي الدين بن قاضي عجلون، كتاب إلى أبيه إلى دمشق، ولم يعلم بسفره إليه، فوقع في يد النائب، فرأى فيه الحط على غالب المصريين والشاميين، منهم النائب وأخوه الذي بمصر، والشافعي بدمشق قاضي القضاة، فأوصله إليه، فأخذه وتأمله، فرأى عجائب وغرائب.
وفي عشية يوم الأحد سادس عشريه قبض جماعة النائب على أحد زعر الشاغور، فثار الغوغاء عليهم؛ والحال أن النائب كان رجع إلى دمشق، فذهب إليهم بعض مماليكه فرموه بعدة، فحمل إلى أستاذه، فخرج جماعة من العبيد السودان والمماليك إلى قرب الشاغور، وأطلقوا النار فيما قدروا عليه، فهرب زعر الشاغور، فقصدهم جماعات من زعر الحارات، فخرج عليهم الحاجب الكبير وتبعهم بجماعة أخر إلى حارة مسجد الذبان، فهربوا منهم، فشرع المماليك الأجلاب في كسر أبواب الدور والحوانيت ونهب ما فيها، وأطلقت النار في زرب القصب، في السويقة المحروقة، ونهبت بيوت كثيرة هناك أيضاً، من حينئذٍ إلى بعد المغرب، ثم نودي للناس بالأمان، ما عدا الشاغور وما حوله، وأطفئت النار من الزرب المذكور، واستمرت توقد في شرق الشاغور وما حوله، حتى مات في بائكة خان هناك سبع جمال بالحريق، ونهب ما في السوق وغالب الشاغور.
ثم في صبيحة يوم الاثنين سابع عشريه ركب جماعة النائب وغيره، وأكملوا حريق ما لم يحترق من الشاغور، واتسع أمر النهب، ثم نودي برد ما أخذ، وهيهات، لكن عورض جماعة فيما معهم من الحوائج الظاهرة، وأخذ منهم ووضع في أماكن ليرد على أربابه، فرد البعض.
وفيه أرسل النائب وراء أبي بكر بن المبارك، وطيب قلبه، ثم رجع.
وفي يوم الأحد رابع صفر منها، ورد الخبر إلى دمشق بأن جازان، أخا بركات سلطان مكة، خادعه أمير الحاج المصري إلى أن دخل مكة، فلم ينله مراده، فرجع إلى الحاج الشامي وطلب منهم مالاً كثيراً، فلم يقدروا عليهم، فنهبهم قبل وصولهم إلى مكة؛ وأن المصري ماكث بمكة ينتظر نصر السلطان؛ وأن السلطان عين جماعات من العسكر إلى ثلاث جهات: إلى مكة، وإلى نابلس، وإلى الشام؛ فتأهبوا ونهبوا ما وجدوه من دابة بمصر وغيرها مما