للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودخل دخولاً حافلاً على يسار النائب، بخلعة بطراز ذهب، والنائب لابس خلعة حمراء بسمور خاص.

وفي ليلة الأربعاء خامس عشريه أرسل النائب دواداره، أباقورة، لمراجعة السلطان في المال المطلوب من السكاكر، لأجل ضرر العرب بأرض الحجاز.

وفي يوم الاثنين النصف من رمضان منها، خرج من دمشق أمير ميسرة، المشهور بخال الأسياد، دولتباي اليحياوي، ومعه جماعة ابن عمته نائب الشام، قانصوه البرجي، بأمره، وأن يأخذوا معهم ابن القواس بجماعته إلى أوائل الغور، ليأتي بأغنام وخيل طائفة العرب بني صخر، فذهبوا بعد أن سخروا دواب الناس، فنهبوا بني صخر وأخذوا شيئاً كثيراً؛ ثم أرادوا الذهاب إلى طائفة أخرى منهم بأرض أربد، ولم يرجعوا من الطريق التي أتوا منها، فانقلب عليهم المنهزمون بالنشاب، فأصيب جماعات كثيرة، وهرب الأتباع، وأصيب دولتباي المذكور، وذلك مع وجع النائب وشغل باله، من جهة مراجعة السلطان في أمر التجريدة إلى مكة.

وفي يوم الأحد حادي عشريه أدخل دولتباي، ابن أخي أم النائب، الذي تعدى على مال بني صخر وقتلوه، مصبرا في سحلية، قد أنتن، ودفن، من غير غسل ولا صلاة عليه، في تربة اليحاوي خارج باب الجابية، شمالي جامع حسان.

وفيه اشتهر أن الأمير أبو قورة أرسل من مصر قاصده، بأن السلطان رسم بأن تخرج من دمشق تجريدة إلى مكة من أموال النائب والأمراء، لا من مال الناس، فشرع بعض المباشرين يرسل وراء من ذكر له أن عنده بعض غنى ليقترض منه، فانحفل جماعات من المتسترين عن أهلهم.

وفي يوم الجمعة سادس عشريه وصل إلى دمشق الأمير أبو قورة المذكور.

وفي يوم السبت سابع عشريه قبض النائب على الظالم الغاشم جانبك خازنداره، ثم أطلقه يوم الاثنين.

وفي هذه الأيام اشتهر بدمشق أن بقرية قطنا عين ماء تبرئ من العاهات، فهرع الناس من الغوغاء إلى السفر إليها، رجالاً ونساءً، يغتسلون في مائها البارد، عراة وغير ذلك، وحصل بذلك لجماعات كثيرة منهم ضرر كثير، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم السبت خامس عشرين شوال منها، برز خام النائب إلى خارج دمشق، للسفر إلى عرب الحجاز.

وفيه فرغ الحمام، الذي شرع قاضي الحنفية يومئذ، محب الدين بن القصيف، في بنائه.

وفي عشية يوم الأحد سادس عشريه توفي الأمير نائب القلعة برد بك، وظن غالب الناس بدمشق أنه مسقي، فلما حضر النائب ثاني يوم بالجامع الأموي للصلاة

<<  <   >  >>