المحمدي، وهو غائب عند الدوادار الكبير أزدمر بالغور؛ ونائب الغيبة عنه بها دواداره جانبك؛ والقضاة بها: الحنفي محب الدين بن القصيف، والشافعي شهاب الدين بن الفرفور، وهو مقيم بمصر، والمالكي شمس الدين بن يوسف الأندلسي، وهو مقيم بمصر أيضاً، ونائب عنه بدمشق غريمه شمس الدين الطولقي، والحنبلي نجم الدين بن مفلح، والأمير الكبير أتابك برد بك؛ ودوادار السلطان طراباي.
وفي يوم الاثنين ثاني المحرم منها، دخل النائب إلى دمشق راجعاً من سفرته، وهو لابس خلعته التي خلعها عليه الدوادار ببيسان كما تقدم؛ ولم يلاقه الحاجب الكبير ولا دوادار السلطان بدمشق، بل تمارضا؛ وكان قبل دخوله بيوم نودي بدمشق بالزينة، بعد دق البشائر أياماً، ثم بعد دخوله نودي بزيادة الحرص على دوام الزينة، ثم روجع النائب فيها، فرفعت.
وفيه توفي الأمير أبو طبر جوار حمام الراهب، جوار جامع التوبة.
وفي يوم عاشوراء ورد من مصر إلى دمشق مبشر، له عن مصر ثمانية أيام، بأن الأمير الكبير قيت الرجبي قبض على سلطان مكة بركات، وأتى به إلى مصر في الحديد، وصحبته الأمير سبع كبير الينبع؛ ونودي بدمشق بالبشارة، ودقت البشائر، ونودي بالزينة وفرح الناس.
وفيه توفيت زوجة القاضي نجم الدين بن مفلح الحنبلي، أم أولاده الخمسة، فحضرها النائب فمن دونه.
وفي يوم الجمعة ثالث عشره قبض النائب على جماعة من أمراء دمشق، منهم طراباي دوادار السلطان، وبرد بك أتابك دمشق، لكونهم خرجوا معه، ثم رجعوا.
وفي هذه الأيام سقط صبي صغير في جرف قناة الخواجا الموحوم ابن كامل، بمحلة السوايلة، ووضع على تلك المحلة وما جاورها نحو مائتي دينار.
وفي عشية الخميس تاسع عشره نودي عن النائب بدمشق بأن الخبز الخاص الرطل بدرهمين إلا ربعاً، وما دونه بذرة بدرهم وربع، وما دونه بدرهم، ثم أصبح الخبازون على عادة بيعهم، ولم يلتفتوا إلى المناداة، والحال أن الغرارة القمح بنحو المائتين، وبرطلوا المحتسب فسكت عنهم، ولا قوة إلا بالله.
وفي هذه الأيام عزل النائب دواداره جانبك الفرنجي، وولي فيها المحتسب، ونودي بدمشق أن الزعارة بطالة، وأن أحداً لا يحمل سلاحاً، ويلف قرعانياً، ولا يقلب ثيابه على كتفه فلم يلتفتوا لذلك.
وفي ليلة الجمعة سابع عشره خنق بن السورين، قرب باب الجابية،