للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شمس الدين الطولقي، قاضي المالكية، وتولية خير الدين الغزي مكانه، وهو يكابر ويحكم مع كثرة ارتشائه على الأحكام الباطلة، ولا قوة إلا بالله.

وفيها وصل قطب الدين أبو اليمن محمد، حفيد قاض القضاة قطب الدين الخيضري، إلى دمشق راجعاً، وقد فوض إليه نيابة القضاة من القاضي الشافعي بمصر. وفي يوم الاثنين ثاني عشريه دخل من غزة إلى دمشق، قاضي المالكية الجديد، خير الدين أبو الخير محمد بن جبريل الغزي، بغير خلعة، وتلقاه النائب، والقاضي الحنفي، والقاضي الحنبلي، ومفتي دار العدل السيد كمال الدين بن السيد حمزة، وأرباب الوظائف، على العادة، ودخل دار العدل، وقرئ مرسومه، ثم لبس تشريفه. ثم ركب وركب الجماعة معه على العادة، وقرئ تقليده بالجامع على العادة، وفيه تجمل كثير وتاريخه ثتامن عشر ربيع الآخر منها.

وفي يوم الاثنين سادس جمادى الآخرة منها، شنق النائب الرجل المجرم أحد أعوان الظلمة، ابن المقصاتي الحمامي، شكت عليه زوجته الشريفة، وأظهرت عنده عدة الحرب والسرقة. وفي يوم الخميس سلخه شاع بدمشق أن القاضي الشافعي بمصر توفي، فظن الناس أنه العلامة زكريا، الذي تولاها ثم عمي وعزل عنها؛ وبعضهم ظن أنه البرهان بن أبي شريف، الذي تولاها بعده.

ثم في ليلة السبت ثاني رجب منها، صح أنه شهاب الدبن بن الفرفور، الذي تولاها عن البرهاني المذكور، جميعاً بينها وبين قضاء الشام، وكان قد نقد من مرضه، وجع الكبد، ثم انعكس ومات، ودفن في تربة كاتب السر ابن أجا بالقرافة، ثم وصلت كتب لده ولي الدين محمد أن والده توفي يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة، وأن في يوم الخميس تاسعه لبس التشريف المبارك بقضاء الشافعية بدمشق.

وأخبر القاصد أنه خرج من مصر يوم الخميس خامس عشره، وأن نواب والده على حالهم؛ ومسك عن الحكم شيخنا المحيوي النعيمي لكن ولي الدين فوض في غير محل ولايته، وأما بقية النواب فاستمروا على الأحكام الباطلة. وفيه شاع وفاة صاحب التصانيف

<<  <   >  >>