وفي يوم الأحد حادي عشريه أمر النائب بفتح قبة عائشة، غربي صحن الجامع الأموي، ففتحت وصعد إليها بنفسه، ونائبه في النظر على الجامع المذكور، ولم يوجد فيها سوى مصاحف عتيقة. وفي يوم الاثنين رابع عشريه قبض على أحد المجرمين، ابن الدمشقي، أستادار النائب أركماس، لكونه رأس الزغلية، وضرب ووضع بقلعة دمشق، ومعه جماعة؛ وقد كثر الزغل في هذه الأيام، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الثلاثاء خامس عشريه سافر النائب إلى نحو القصير، وأراد القضاة والأربعة اللحوق به لأجل الوقوف على قسمة ما هناك. وفي آخر الربع الأول من ليلة الجعة ثامن عشريه، وهو ثاني عشر آذار، نقلت الشمس إلى برج الحمل، وهو أول السنة الشمسية الرومية، تكمله ألف سنة وثمانمائة عشر سنة. وفي صحبته وصل الشيخ تقي الدين من صفد إلى دمشق.
وفي يوم الاثنين مستهل ذي القعدة منها، أفرج عن قاضي الحنفية البدري الفرفوري المنفصل، من السجن بالقلعة، بعد مدة نحو السنة وأربعة شهور، لسفر أمه إلى مصر وشفاعة الأمير الكبير بمصر فيه لأجلها، على سبعة آلاف دينار، أوفى منها أربعة وضمن عليه على ثلاثة. وفي صبيحة يوم الخميس رابعه رئي الشاب ولي الدين محمد ابن القاضي شعيب، مشنوقاً بدهليز سكنهم، وهو ابن أخت محمد بن الحصني.
وفيه سافر الخاصكي، الذي كان أتى لأجل قضيتي نائب القلعة ونقيبها، وتسلم القلعة بعدها إلى أن أتيا من مصر على عادتهما، وكان أتى أيضاً لأجل استيقاء مال على القاضي الشافعي وتكلف عليه نحو سبعة آلاف دينار، منها ثلثمائة تسفيره وغير ذلك. وفي هذه الأيام شرع في عمارة الحمام داخل باب توما، وكان خراباً، وأظنه الذي ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه.
وفيها ورد من حماة إلى صالحية دمشق، صوفي شرقي مغربي، يقال له علي بن ميمون، فهرع الناس إليه للتبرك به، ونزل بحارة السكة، وصار يعمل بها ميعاداً ويرشد، وممن صعد إليه شيخنا عبد النبي شيخ المالكية، وشيخنا شمس الدين بن رمضان شيخ