وفي يوم الجمعة ثامن ربيع الآخر منها، نودي بدمشق بأن كل من كان من أرباب الإقطاعات يلحق النائب، وأن يرمى مال على الحارات، لأجل مشاة تلحقه أيضاً.
وفي يوم الاثنين خامس عشره دخل من مصر إلى دمشق، قاضي الشافعية ولي الدين بن الفرفور، وصحبته القاضي شهاب الدين الرملي، وأخبر أنهما خرجا من مصر ثامن ربيع الأول، وأنهما زارا القدس والخليل، وأن تولية القاضي في توقيعه يوم ثاني ذي القعدة من الماضية، وتلقاه أردبش الدوادار الكبير نائب الغيبة.
وفي يوم السبت عشريه دخل من مصر إلى دمشق خاصكي، قيل اسمه سودون الخندي، بخلعة بطراز خاص، وصحبته نحو عشرة أنفس خاصكية ووشاقية، بخيل خاص وأبهة حافلة، قيل أرسله السلطان إلى الخارجي إسماعيل الصوفي، وكان يومئذٍ وقد وصل إلى دمشق من حلب وغيرها جماعة صحبتهم من الفرنج، قيل معهم مكاتبات مخبأة في عكاكيزهم من الفرنج إلى إسماعيل المذكور.
وفي يوم الخميس خامس عشريه تحيل هذا الخاصكي حيلة في أخذ أموال الناس، بأن قال: ذهب لي بالميدان الأخضر سيف وبقجة وترس، ونحو ذلك، فرمى على أهل الحارات مال بسبب ذلك.
وفي يوم الجمعة سادس عشريه صلى هذا الخاصكي بالشباك الكمالي بالجامع الأموي، مكان يصلي النائب، ثم بعد الصلاة دخل إلى قبر زكريا وزاره في زحمة، ثم دخل من باب المقصورة الشرقي، وخرج من بابها الغربي، ولم يلتفت للقاضي الشافعي ببيت الخطابة، ثم مر على محراب الحنفية، ثم خرج من باب البريد، وهو في ضخامة حافلة بمن معه. وفي هذه الأيام وقع النائب في بلاد ابن ساعد، وغيره، بالحرق، وتخريب الأمكنة، وإتلاف الزروع والمغلات والحيوانات، وقتل منه جماعات، منهم الدوادار الثاني له.
وفي يوم الاثنين تاسع عشريه فوض القاضي الشافعي لخاله محب الدين بن الخيضري، وابن خاله الآخر أبي اليمن، وكان قبل ذلك فوض لشهاب الدين الرملي، ولشيخه الذي بعث من مصر استنابة في الخطابة بالجامع، شهاب الدين الحمصي، وللشريف البرهان الصلتي، فجملة النواب خمسة، وأما الباقي منهم فيريد منهم مالاً فامتنعوا من الاجتماع به خوفاً من أن يحابيهم في قبول التفويض، ثم يكتب عليهم وصولات بما يريد، على كل واحد، فإن لم يورد ذلك عزله تعزيزاً له.