للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحال أن النائب قد اجتمع بالداودار الكبير ببيسان من الغور، والغرب كثير بدمشق، سيما الأروام، لأن أمير الحاج منعهم من السفر إلا معه. وفي يوم الأحد خامسه شهر شوال وقع المطر الجديد، وجرت منه المزاريب، وفرح الناس به لغلاء سعر الحب.

وفي ليلة الثلاثاء سابعه توفي الرجل الخير عبد القادر الأجرود، بمحلة قصر الجنيد، وهو الذي عمر مسجد الطواشي، غربي أواخر مصلى العيدين، على هذه الهيئة التي هو فيها، عن غير والد، فأحاط جماعة الأستادار الحرك على جاريتيه السود، فحصل بهم نحو ألف درهم.

وفي ليلة الاثنين ثالث عشره دخل من مصر إلى دمشق خاصكي، وجماعة صحبتهم فيلان كبيران، دخلوا ليلاً. وفي يوم الخميس سادس عشره دخل ملك الأمراء إلى دمشق، راجعاً من السلام على الدوادار الكبير بمصر، بخلعة بطراز، ومعه القضاة الأربعة، وعليهم خلع أيضاً وقدامهم الفيلان اللذان دخلا دمشق، وكان يوماً حافلاً.

وفي يوم السبت ثامن عشره خرج المحمل والصنجق السلطاني، وأمير الحاج أمير ميسرة أصباي، وخرج معه القضاة على العادة، وتوجه معه عمي مفتي دار العدل جمال الدين بن طولون الحنفي، وفي وقت تحميله وقت القبة الشرقية من قبتي الجركسية قرب منزله. وبعد الظهر حصل رعد ومطر كثير كأفواه القرب من جهة الشمال، ولم يقع على المحمل وجماعته الخارجين، ثم تواصل المطر عليهم وعلى غيرهم.

وفي ليلة الثلاثاء ثاني عشيه نزل الحرامية، وقيل إنهم الدمامرة، على شمس الدين محمد بن البانياسي، شيخ زاوية ابن داود، بعد فراغ وقتها بها بالصالحية، فقتلوه، وجهز ثاني يوم، ودفن شمالي الزاوية المذكورة.

وفي يوم الاثنين سابع عشريه أتى السوقة وغيرهم من المزيريب، وأخبروا بكثرة المطر والوحل، لكن الأسعار رخيصة، ولما وصلوا إلى غزة صودروا من العرب بعد أن جمعوا عليهم، إلى أن صالحوهم على مال جبي لهم، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الاثنين ثالث ذي القعدة منها، قبض على الأستادار الحرك وعوقب، وأقيم مكانه البرددار محمد البقيني بالأمانة، ثم هرب بعد أيام، ثم حضر بعد أيام. وفي ليلة الاثنين

<<  <   >  >>