للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم الثلاثاء سابعه نقلت الشمس إلى برج الحمل. وفي يوم الأربعاء ثامنه دقت البشائر، لأجل قدوم خلعة النائب، وهو مقيم بالخربة، وقد شاع في هذه الأيام أن السلطان يريد النزول إلى بلاد الشام، بعد إدخال ولده على بنت النائب، ولا قوة إلا بالله، فإن الناس إلى الآن في الجبايات، التي بسبب المشاة، التي فرضت على البلاد.

وفيها شكا رجل على نور الدين قنينة، خادم الشيخ رسلان، للنائب، أنه تزوّج بامرأته التي في عقد نكاحه، بمنزلة المزيريب، واستمرّ معها إلى أن رجع من مكة، وجاورت هي، فقال: إنما زوجني بها، بإذنها، الشيخ جمال الدين بن طولون الحنفي، بشهادة قاضي الركب الشرفي، وشهادته أنها خالية من الأزواج، وشهد معه آخر؛ فطلب الشرف، فخسر كل منهما جملة مال.

وفي ليلة الخميس ثالث عشريه كانت السماء مصحيّة، وكان النائب بائتا قرب قبّة يلبغا، ليلبس الخلعة التي جاءت له وهو بالخربة؛ فلما قرب طلوع الفجر ودقّت البشائر، تراكم الغيم من كل جانب، ثم وقع رعد وبرق شديد، ثم مطر شديد، ثم برد شديد، بحيث نثر المشمش والتفاح، ولم يقع مثله في هذه السنة، وجاءت السيول من كل جانب، بحيث أيس من دخول النائب إلى دمشق في اليوم المذكور.

ثم صحت السماء، فدخل النائب لابساً الخلعة، وهي حمراء خاص على العادة، فلما وصل منزله طلعت الشمس، وبهذه الخلعة كمل له عدة ثلاث وثلاثين خلعة. - وفي يوم الاثنين سابع عشريه خلع على عدوّ الله، وعدوّ رسوله، وعدوّ المسلمين، معلم دار الضرب اليهودي، الذي أهلك النقدين، والله أغير منا.

وفي ليلة السبت ثالث ربيع الأول منها، دخل ولد أردبش دوادار النائب، على بنت الأمير ناصر الدين بن برد بك العجمي، وحضر النائب فمن دونه، والقضاة.

وفي هذه الأيام شاع بدمشق أن ابن سلطان الحبشة قدم مصر، وأهدى للسلطان هدايا سنيّة، وطلب منه أن يأذن له في زيارة القيامة بالقدس، فأذن له، وأرسل صحبته خاصكياً، فلما وصل إلى القدس أظهر الصلبان وغيرها، فأنكر عليه أهل القدس وشكوا إلى الخاصكي، فقام معهم عليه، وأراد مراجعة السلطان، بعد أن قتل جماعة من الفريقين؛ وكان معه نحو الثمانمائة نفس.

وفي يوم الاثنين خامسه خلع على تاج الدين بن الصلتي نقابة الأشراف، بعد عزل

<<  <   >  >>