للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي عشية يوم السبت ثاني شعبان منها، وصل الخبر على يد هجانة إلى دمشق، أن سلطاننا التقى مع ملك الروم في مرج دابق، بموضع يعرف بتل الغار، وقيل بمرج الطبقة، فوق أرض مرج دابق، يوم الأحد رابع عشريه رجب الماضي، وهو اليوم الثالث من الثلاثة أيام، التي قرأ فيها قضاة دمشق الأربعة، والشيخ عبد النبي، سورة الأنعام، ودعوا للسلطان كما مر، وأنه كانت النصرة أول النهار لسلطاننا، وفي وقت الظهر اشتغل عسكره بالنهب، فرجع عليهم ملك الروم بالبندق الرصاص فكسرهم.

فلما رأى سلطاننا ذلك دعا بما فشرب، وأغمي عليه، ثم سقط ميتا بالقولنج، وهو يستغيث بالأغواث، وقيل إنه سقط وبه رمق من الحياة، فأركب، ثم سقط ثانياً ميتاً، ولم يقابل أحداً من جماعته مثل ملك الأمراء، فلما سقط سنجقه تفرق عسكره، وبعده الأمير الكبير سودون العجمي، فلما سقط سنجقه تفرق عسكره أيضاً؛ وافتقد جماعات كثيرة، وولى الباقون منهزمين إلى حلب.

وأما سلطاننا فقطع رأسه ووجه إلى إصطنبول، كما قال لي المحب ناظر الجيش؛ وجثته، قيل دفنت عندالشيخ دواد بأرض دابق، وقيل حملت إلى حلب، ودفنت بتربة له فيها، كانت قديماً، لما كان متولياً الحجوبية الكبرى بها، والصحيح أنه لم يعلم حاله.

وفي يوم الأحد ثالثه دخل غز كثيرون إلى دمشق، من عسكرنا المنكسر، وعدة أمراء؛ وغلقت أبواب البلد كلها، واستمرت مغلقة طول النهار، ودارت الزعر في البلد وضواحيها، وقتلوا خلقاً كثيرة، منهم في صالحيتها سبعة أنفس، منهم عبد الله عريف حارتنا، بعد أن كان تاب عن العريفية على يد الشيخ حسين الجناني.

وفي يوم الاثنين رابعه دخل دمشق محمد بن سلطاننا، ومعه الغزالي جان بردي نائب حماة، وأركماس أمير السلاح، سودون الدواداري، وعلان، وتقدمهم أبرك، والمباشرون: كاتب السر ابن أجا، ونائبه سيدي أحمد بن الجيعان، وابن الإمام ناظر الخاص، وتاج الدين بن الديوان بقلعة دمشق، والمحبي ناظر جيش دمشق، وأخبروا أن القصروي ناظر جيش مصر قتل، وكذا ملك الأمراء سيباي، والصحيح أنه لم يعلم حاله، وتبعهم القاضي الحنفي والقاضي المالكي المصريان.

وفي يوم الثلاثاء خامسه نودي لجان بردي الغزالي بدمشق بنيابة الشام، باتفاق جماعة من

<<  <   >  >>