للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم جراباً من فضّة دمشقية، ما بين أربعة، وستة، وعشرة، وعشرين، وثلاثين، ويقال إنه أعطى الخطيب نحو العشرة آلاف درهم، وكاد الناس أن يقتل بعضهم بعضاً من شدة الزحام، وكان طبخ ناظر الجامع الأموي، حينئذٍ التقي باكير، وقد أعطى نظر الجامع المجدد، والتكية أيضاً، عدة ألوان من الطعام، فلم يأكل الخنكار منها شيئاً، وأكل من دونه، وقيل سبب عدم أكله أنه استقل الطعام، وكان القصد تكثيره.

وفي عصر هذا اليوم صلى صلاته في الجامع المجدد المذكور، الخطيب المذكور.

وفي عشيته ندبني ناظره التقي باكير إلى الصلاة فيه، فامتثلت أمره وشرعت في الصلاة من المغرب، فقرأت فيها قوله تعالى: " ماكان للمشركين أن يعمروا مساجد الله " الآية.

وفي يوم السبت خامس عشريه أتى بجمال كثيرة، حملت من مطبخ الخنكار وغيره أحمالاً كثيرة، وخرجوا إلى المصطبة المذكورة.

وفي يوم الأحد سادس عشريه قبض على المحبي ناظر الجيش، معتقلاً على سبعين ألف دينار، قيل إنها مقتطعة عنده للسلطان الغوري، بعد أن أخرجت عنه المدارس التي كانت بيده، فأخذ نظر العزية البرانية النجمي بن الزهري، ونظر العذراوية الولوي ابن بنت الحمراوي، ونظر المقدمية الجوانية الشمس بن الأكرم، إلى غير ذلك، وسلم لمصطفى باشا أحد الدواوين.

وفيه ربط شخص من الأروام في حبل،، مربوطاً في دابة، وطيف به ظاهر دمشق مسحوباً، ثم إنه خوزق تحت القلعة في بطنه، واستمر يتحدث إلى العشاء، فجاء المشاعلي فذبحه حتى مات، ولم ير أبشع من هذه القتلة، ويقال سببها أنه قتل أستاذه وأخذ ماله.

وفيه قيل عين الشهاب بن المؤيد الشاهد، والتقي بن عبد المحسن الفلكي، للسفر مع الخنكار، وقدر لأولهما في كل يوم خمسين درهماً، ولثانيهما ثلاثين، ثم لم يتم ذلك.

وفيه سمح للمقطعين بإقطاعهم، ولأرباب الوظائف الأهلية بها.

وفي يوم الاثنين سابع عشريه طلع الخنكار من دمشق مخرجاً حسناً إلى المصطبة المذكورة؛ بجماعة كثيرة، وسخرت الناس في مسك الخيل وغيرها، ومنهم التقي بن البطائني، وتضرروا بسبب ذلك.

وفيه شرع في الجباية على كل شخص أشرفي داخل البلد، ولم تؤخذ على هذا المنوال، بل عدت الأشخاص وما يطلع عليهم على حساب كل منهم أشرفياً، ثم وزعت الجملة على

<<  <   >  >>