للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم السبت تاسعه جاء عمر الإسكاف بالعتيبة، المتصوف، إلى عند المحيوي بن العربي بجماعته، وهم معظمون له، فذكر، ثم أخذ يفسر الخواطر على طريقة الشيخ علي بن ميمون، متشبهاً به، وليته لم يفعل ذلك، فإنه رجل عامي، بخلاف الشيخ علي فإنه عالم عامل. وفيه قتل الزعر شيخ باب الجابية بن قديدار، عند باب داره، غربي مسجد هشام.

وفي يوم الأربعاء ثالث عشره دقت البشائر بدار السعادة، بسب أنه جاء الخبر من عند النائب، بأنه كبس على أمير العرب جفيمان، وهو نازل على معان، فجاءه النذير، ففر هو وأعيان جماعته وحريمهم إلى الجون، فنزل بالبرية، وظفر النائب بضعفة جماعته وبعض جمال وغنم، ثم عزم النائب على الرجوع على الكرك إلى الرملة، فيجلس هناك إلى أن يأتي الحاج، وقد جاءه الخبر مع العربان الطائعة بأنهم بخير، وأنهم مرخصون.

وفي يوم الخميس رابع عشره سافر قاضي البلد للدورة على بلاده، بعد أن زار الباب الصغير، ولم يزر المحيوي بن العربي كما هو عادة الأروام عد سفرهم، وتوجه على مسجد القصب، وعلى وسطه خنجر لطيف وسيف مسقط، وأقام المحيوي بن يونس عوضاً عنه في عرض الأوراق، وصهر خير بك نائب مصر، قازان غر الجركسي، في التكلم على العمارة الخنكغارية، مع مشاورة البرهان بن الأخنائي نائبه.

وفي يوم الجمعة ثاني عشريه صلى غائبه بالجامع الأموي على العلامة شس الدين محمد بن النجمي الحنفي، توفي بمكة ولم يخلف بعده فيها مثله علماً وعملاً. وفي يوم الاثنين خامس عشريه دقت بشائر دمشق، بسبب وصول كتاب من النائب من بيت المقدس، بالتهنئة بسلامة الحاج.

وفي يوم الثلاثاء سادس عشريه وصل إلى دمشق، ومر علينا بالصالحية، الأمير يوسف سنان الرومي، جاء متكلماً على البلاد البقاعية، وما انضاف عليها، عوضاً عن حسن باك، ومعه نحو المائة رمح، وقدامه نحو العشرين بندقانيا، ولا قاه الأمير إسماعيل بن الأكرم، والأمير أبو بكر بن طالوا، ونزل بالمرجة.

وفي يوم الأربعاء سابع عشريه وصلت كتب الحاج، وفيها أن هذه الحجة كانت طيبة لحصول الرخص والأمان بالطريق ومكة المشرفة، وأن الوقفة كانت يوم الجمعة، ولكن كان في الجمال رائحة.

<<  <   >  >>