للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ما هم فيه، وإلى النائب بالتوصية على جهاته، وأنه إنما ذهب إلى الروم بمرسوم جاء إليه، ففرح النائب بذلك، ولكنه كان قد جهز أولاقاً بسببه.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشره عزل القاضي محب الدين بن الخيضري عن التكلم على جهات القلعة من جهة النائب، وأعيد إليها ابن حمدان المنفصل عنها، وفي يوم الاثنين رابع عشريه وصل مرسوم الخنكار إلى النائب، بإعادة يسق نجم الدين المحضر الرومي، على يد صبية، وهو الآن مقيم بطرابلس، فرسم النائب بإعادته على رغمه، وكان حصل الخير بتبطيله.

وفي يوم الأربعاء سادس عشريه ارتجف أهل الصالحية رجفة عظيمة، بسب أن دوادار النائب أصلان، طلع إلى العمارة الخنكارية، وضيفه عريفاها ابن الفلي، وعبيد بن الطويل، وذهب إلى بيت القاضي أمين الدين بن عبادة، ورآه وقال له: اخله، فإن النائب يريد أن يطلع إلى الصالحية ويسكن بها، وقال لأهل حارته، ولسكان بين القاضي كمال الدين بن الخطيب، وبيت الأمير يونس بن مبارك، ولجيرانهما: اخلوا هذه البيوت لجماعة النائب، ثم عاد إلى المدينة.

فركب الأمين بن عبادة إلى النائب واستشاره في أنه إذا لم يجد له بيتاً بالصالحية، هل ينتقل إلى المدينة أم لا؟ فقال له النائب: استمر في بيتك، وقال: إنما قصدي بذلك التضييق على هذه الحرامية التي تؤذي في الصالحية، ظناً منه أنهم هم الجماعة الزعر الهاربون.

وكان في غيبته قد نزلت الحرامية على الشهاب بن السفراني، وهم ساكن ببيت ابن العمّ البدري بن قنديل، بسلم من جهة زقاق الخواجا إبراهيم، وأخذوا له من قماش بدنه نحو الثلاثين زيقاً، ووفايته لزوجته بنت الخواجا شهاب الدين بن سليمان، كلها مصاغات، ما بين أساور ذهب، وخلاخيل ذهب، وحلق ذهب، وغير ذلك.

وفي حضوره قبل هذه الرجفة بيومين، قد نزلوا على المعلم محمد العجمي، وهو ساكن ببيت المحبّ بن الدورسي، بسلم أيضاً من جهة زقاق قاضي الحنابلة النجمي بن مفلح، وأخذوا له علبة فيها خمسمائة دينار، وثياب بدنه وبدن زوجته.

<<  <   >  >>