بمعين الدين بن عباس الحنفي، ضرباً وسبًّا وسحباً، ولم يذكر لي السبب.
وفي يوم الخميس ثاني عشريه قبض النائب على ترجمان الإفرنج، الجعبري، وولد الأمرد، بعد هرب الكبير إلى الوادي التحتاني، ومسكه وأهانه، وأودع بحبس باب البريد، ولم يودع عند ولده ببيت بوّاب دار السعادة، باصطبلها، ونهب بيته وأخذ موجوده؛ ويقال طلع عنده ثلثمائة وستون قطعة من قماش بدنه، ما بين جوخ عال وصوف وغيرهما، وكان عند النائب من المقرّبين، فصار من المبعدين، وقيل إن السبب في ذلك شكاية زوجته عليه بأنه يعرض على المسلمات للفرنج، ثم عمل عليه مصلحة للنائب بخمسة آلاف دينار، غير ما أخذ منه من النهب وأطلق.
وفي يوم الثلاثاء سابع عشريه نقلت الشمس إلى السرطان، فكان أول الصيف. - وفي يوم الأربعاء ثامن عشريه وجدت بنت مذبوحة بمغارة عند تربة السبكيين، وهي في العمر نحو خمس سنين، وكان السبب في ذلك أخذ حلق بأذنيها، وخلاخيل برجليها، واتهم بذلك شاب مولّه، يعتقد فيه الصلاح، وهو بعيد منه، يقال له محمد بن القصيفي، فمسك ونهب بيته، وأخذت حوائج والدته، ثم تكلم في أمره عمه الشاهد بباب دار السعادة، وقد وقع في الزور مراراً، فأطلق، ولا قوّة إلا بالله.
وفي هذا اليوم حضر العمّ وجماعة الحنفية المدرسة البركانية، فوجدوا بإيوانها الشمالي عدّة خيل مربوطة، وهناك نازل رجل من المدعيين الشرف بالمدينة النبوية، فأنكروا ذلك، فركب وذهب إلى النائب وشكا عليهم، فأرسل النائب قاصداً للعمّ بأنه لا يحضر هناك حتى يسافر هذا الرجل، ولا قوّة إلا بالله.
وفي هذه الأيام نزل القمح، بعد أن كان الكيل الدمشقي منه بسبعين إلى ثلاثين درهماً، فأبيع الرطل الخبز المعروك بثلاثة، بعد أن كان بسبعة، والماوي بدرهمين، بعد أن كان بخمسة واللحم بعد أن كان الرطل منه بأربعة عشرة، وثلاثة عشر إلى ثمانية دراهم، وسرّ الناس بذلك، ولله الحمد.
وفي يوم الأحد ثاني رجب منها، راح النائب إلى قرية الفيجة، قيل ليجهّز قراصياً منها إلى نائب مصر خير بك. - وفي يوم الاثنين ثالثه، عشيّة، عاد إلى دمشق. - وفي هذا اليوم جاء مرسوم من حلب من عند الدفتردار، الذي كان بدمشق، وقد عزم على التوجّه من حلب إلى