صلى الترويحة خمس ركعات، فذكر ذلك للنائب، فأشار بما ذكرنا.
وفي يوم الجمعة حادي عشره عاد إلى دمشق، ماراً إلى مصر من الروم، الأمير جانم الحمزاوي دوادار خير بك نائب مصر، وقد أدى القود للسلطان، وصلى الجمعة بالجامع الأموي على الحصر التي أهداها له، ووصل معه والي شلبي، الذي كان رفيق الدفتردار نوح بدمشق، قبل ذلك متوجهاً إلى مصر، لأجل تغيير النقدين اللذين صارا على أنواع.
وأخبر أن شخصاً واصل إلى دمشق بتغييرهما فيها أيضاً، وأن السلطان سأل عن سبب الثمانين ألف دينار، التي على قاضي حلب الآن، الولوي بن الفرفور، فقيل إنها دين عليه لشهاب الدين بن بري، فقال: هل له وارث؟. فقيل: نعم، فقال: لا حق لنا عنده، والأمر إلى ورثته، وبطل المرسوم؛ وما قيل من شنق قاسم المغربي مكذب، والخنكار لا يلتفت إلى مثل هذا، ثم سافر هو والأمير جانم بكرة يوم الأحد ثالث عشره.
وفي يوم الاثنين رابع عشره وصل إلى النائب قاصد، وأخبره عن محمد بن ناظر الجيش، الشهير بابن بليبل الجلجولي، أنه قتله مقدّم بلاد نابلس المعزول، المدعو بتوبة، بقصر قرعون بمدينة نابلس، وقتل معه الديوان شهاب الدين الطرابلسي، الذي كان كاتباً على مدرسة سيباي حال عمارتها، وشخصاً سامرياً، ولو وجد ناظر الجيش نفسه لقتله، فإن بسببه كانت الكبسة على هؤلاء، ولو وقع لاستراح الناس منه لكثرة تفضيلة للظلم، فاغتاظ النائب وعيّن لبلاد نابلس في الحال خازنداره في عسكر، وأمره أن يقتل أعيان نابلس، وكل من ينتمي إلى المقدّم المذكور.
وفي يوم الثلاثاء نصفه توفي والد نجم الدين محضر باشا، الذي قدم من أيام، ودفن بمرج الدحداح، وأرسل إلى ولده بطرابلس، وهو الآن يحضرها بنفسه، وفي دمشق بنائبه، فقدم في سلخ هذا الشهر لأجل التركة، وقدّم للنائب تقدمه فقبلها، ثم لم يره وجهاً لأجل اليسق.
وفي يوم الخميس ثامن عشره قدم من الروم إلى دمشق، السيد علي بن السيد عمر الفيقي، ابن أخي القاضي علاء الدين الفيقي الأسمر الحنفي، ونزل عند عمّه، ثم اجتمع بالنائب وقدّم له مرسوماً بتغيير النقدين، وقد صاروا سبعة أصناف، الأشرفية وغلب غليها الزغل وجعلها صنفاً، وكذلك الدراهم، فأمره بالنزول في بيت الولوي بن الفرفور، فنزل به.
وفي يوم الثلاثاء ثاني عشريه جمع النائب التجّار بدمشق، مع السيد علي المذكور،