وفيه سافر النائب وجميع الجند إلى جهة الغرب، واختلفت الأقوال فيه، فمن قائل إنه توجه إلى الخربة، ومن قائل إلى الغور، ومن قائل إلى الغرب، ومن قائل إلى حرب شيخ جبل نابلس لأمر اتفق بينه وبين يونس كاشف الرملة، خرق حرمته ووضعه في زنجير ومشاه إلى لد، وخرق طبلخانته، وأهانه إهانة بالغة، ثم أطلقه بعد ذلك، والله أعلم بحقيقة الحال.
وفي يوم الاثنين ثامنه جاء جماعة من القاهرة إلى حماة، وأخبروا بأنه جاء مبشر إلى القاهرة من الحجاز الشريف في ثالث عشري الحجة، وأخبر بأن السلطان طيب، ووصل إلى مكة المشرفة، وحج واجتمع بمحمد بن بركات سلطان مكة المشرفة، وأقبل عليه السلطان وتسالما على الأرض؛ ثم إن السلطان ضيف محمد بن بركات، وتصدق بمثانية الآف دينار؛ وهو راجع صحبة الحاج إلى القاهرة، وكتب بأنه لا يلاقيه أحد إلى البركة.
وفي يوم الجمعة ثاني عشره جاء كتاب من إياس نائب بيروت إلى القاضي صلاح الدين العدوي بأن شخصاً من الفرنج جاء في كريب وهو من أهل قبرس، وأخبر بأن صاحب رودس أرسل يخبرهم بأن السلطان ابن عثمان أنزل في البحر تعميرة نحو الخمسمائة قطعة، وفي البر خلقاً كثيراً، ولم يعلم أين يتوجهون.
وفي ليلة السبت ثالث عشره سافر القاضي شهاب الدين بن الفرفور متوجهاً إلى القاهرة، ومعه شمس الدين الكيزاني، وزين الدين عبد الرزاق الزرعي، والقاضي عز الدين الكوكاجي، والشيخ علاء الدين بن سالم، وركب معه يودعه القاضي تاج الدين بن عربشاه الحنفي، وناظر الجيش الموفق العباسي، وحاجب الحجاب، وعلاء الدين البصروي، وشمس الدين الخطيب، ومحيي الدين الإخنائي.
وفي يوم الأحد رابع عشره توجه الفقراء إلى زقاق القرائيين بين النهرين، وكبسوا مكاناً يعمل فيه البوزة، فأراقوها وأمسكوا من يعملها نفرين تركمان، فذكرا أن شاد الشراب