ويوم الثلاثاء مستهل ربيع الآخر منها، وصل أينال الخسيف، من عتقاء السلطان، إلى دمشق متولياً الحجوبية الكبرى، وذهب يلباي إلى صفد.
وفي ثامن عشر جمادى الأولى فوض القاضي الشافعي لمحيي الدين الناصري، أخي عماد الدين الحنفي، ليحكم على مذهب أبي حنيفة، بإشارة النائب، ومنع من الحكم كمال الدين بن سلطان الحنفي، ثم بعد أيام رضى وأذن له.
وفي رجب منها، ضرب أينال الخسيف الحاجب الكبير شمس الدين المعري، من طلبة الشافعية، بسبب مدرسة تغري برمش، والنجم محمد بن القاضي شمس الدين بن مزلق، ورسم عليهما. وفيه ورد الخبر بعزل القاضي الشافعي من نظر الجيش، وتولية عبد القادر الغزي نظر الجيش، الذي هو الآن ناظر الجوالي؛ وبتولية بدر الدين ابن أخي القاضي الشافعي نظر الجوالي.
وفي رمضان، وكان مستهله الاثنين منها، وصل الأمير جان بلاط الأشرفي، ونزل بالقصر بالميدان، ومعه ديوان عبد القادر القصروي من جماعة بيت ابن الجيعان، ومعه مرسوم بالتحريز على الأوقاف، فوضعوا عليها أزيد من أربعة آلاف دينار، فعرضوها بالمدرسة البادرائية بحضور القضاة الثلاثة والشيخ تقي الدين. وفي ثاني عشريه سافر الأمير جان بلاط إلى حلب. وفي سادس عشريه وصل الخبر بتولية القاضي بدر الدين ابن أخي القاضي الشافعي كتابة السر؛ وأعيد نظر الجوالي إلى عبد القادر الغزي مضافاً إلى نظر الجيش، وهذا على خطة.
وفي سابع شوال منها، هرب بداق الغادري من القلعة وهو أخو سوار، وله نحو سنتين أو سنة محبوس بالقلعة، وواطأه على ذلك الحارس من ناحية باب الحديد، وحصل لأهل القلعة اضطراب. وفي تاسعه وصل كتاب من الأمير جان بلاط إلى حاجب الحجاب، بأن يرفع محب الدين الأسلمي كاتب خزانة النائب وعبد اللطيف ديوانه إلى القلعة، فرفع، وغيب السيد الموقع، وأما دوادار النائب وجماعته، فقعدوا بتربة النائب أستاذهم قجماس، وامتنعوا من الذهاب إلى القلعة.
وفي عاشره وضعوا محمد بن شاهين نائب القلعة، ومحمد بن سكر نقيبها، في جامع القلعة، فرسما عليهما بسبب بداق. - وفي سادس عشره حضر عبد بداق