منهم نحو الثلاثين رجلاً، وشق بطون نساء حوامل، وقتل صبيانا كثيرة، وأخذ أغنامهم وبقرهم وإناثهم، وفعل فيهم أفعالاً لا تصدر من أهل الحرب، فلا قوة إلا بالله، فإن هؤلاء قيل إنهم سوقة العرب.
وفي يوم الثلاثاء ثامن عشره كتب تقي الدين قاضي عجلون لعبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري أربعين مسألة، وكتب عليها عشية اليوم المذكور.
وثاني يوم وهو يوم الأربعاء، لما حضرنا الشامية على العادة، بلغنا ذلك، وأن عبد الرحمن يقرأ ما كتبه على الأربعين المذكورة، فحضر علاء الدين البصروي وولده والجماعة على العادة، فلما حضر تقي الدين بالكراسة التي كتب فيها عبد الرحمن المذكور، وأخذ الكراس من تقي الدين، وشرع في قراءة المسائل المذكورة، والاجوبة التي كتبها، فضبط عليه في ذلك أماكن، وختم بنحو ثلاث مسائل خطأ أيضا ردت عليه في المجلس.
ولما قال: والله أعلم، صاح شديدا عبد الرحمن الخصال نقيب الشيخ تقي الدين، وقال: هذه الخساسة بالسور، وأشار إلى جهة الكاتب، فاشتغل الحاضرون بصياحه، ثم تبين أن الخساسة منعهم تقي الدين أن يبيعوا الخس على قني دمشق، لتشويشهم على الناس، فحضروا بباب الشامية ليدبر لهم أمراً، فتفرق الطلبة من الشامية، واستمر تقي الدين والبصروي وولده وآخرون، لأجل التدبير المذكور، ولأجل أناس آخرين جبرهم أينال الخسيف على استئجار حمام الربوة الذي عمره بالظلم، ليتشفعوا بأهل العلم في إزالة هذه المظلمة عنهم، قال ذلك شيخنا المحيوي النعيمي في ذيله.
وفي يوم السبت ثاني عشريه تحدى الحاجب الخسيف على قاضي المالكية بسبب حمايته على فلاحين من القرعون، فيها حصة وقف المالكية، وجاؤوا إلى عند القاضي المذكور، فأرسل الخسيف مماليكه باللبس الكامل إلى بيته ليقبضوا عليهم، فامتنع المالكي المذكور من الحكم بسبب ذلك، إلى أن تلافاه النائب واعتذر إليهم الخسيف.
وفي يوم الثلاثاء خامس عشريه نودي من قبل النائب على الفلوس، كل أوقية بدرهم وربع، وكل زنة أربعين بدرهم، وكانت قد كثرت قبل ذلك مع وقوف حال الناس.