آخور قجماس النائب المتوفى، وخرج القضاة إلى ملتقاه إلى خارج دمشق، ودخل لابساً لخلعة النقابة؛ وأما ابن سكر المعزول فرسم عليه مع ابن شاهين نائب القلعة بمقام أبي الدرداء.
وفيه وصل نور الدين بن العصياتي الحمصي من القدس، راجعاً إلى حمص.
وفي يوم الخميس تاسع عشره خرج النائب من دار العدل بالشاش والقماش، وخلفه نحو خمسمائة ملبس بالعدد الكاملة، قاصداً البلاد الشمالية لقتال أبي يزيد ملك الروم، ثم نزل على المصطبة.
وفي يوم الجمعة عشرينه صلي بالجامع الأموي عقب الجمعة على امرأة حاضرة، وعلى غائبين أحدهما الشيخ برهان الدين الأنصاري، توفي ببلد الخليل، والثاني العالم العلامة المفتي بحماة ابن الدنيق، توفي بحماة في عشر الثمانين، وتولى بآخر عمره نيابة القضاء بها.
وفي ليلة الأحد ثاني عشريه سافر النائب من المصطبة إلى البلاد الشمالية؛ والحال ... بنحو تسعة أشرفية، والخبز الماوي معاددة كل أربعة خمس أواق بدرهم، والمفروك بنحو ثلاثة الرطل، والأرز بنحو خمسة، والدبس بنحو ثلاثة، وحال الناس متوقف.
وفي يوم الاثنين ثالث عشريه أخذ السيد إبراهيم نقيب الأشراف من القلعة إلى مصر في الحديد.
وفيه قبض على القاضي الحنفي الزين الحسباني، ووضع بالقلعة بمرسوم السلطان، لأجل مال في جهته للحاجب الثاني بدمشق، وأن يدفعه وهو في الترسيم وإلا جهز إلى مصر.
وفي يوم الجمعة بعد صلاتها سابع عشريه صلي غائبة بالجامع الأموي على الشيخ العلامة شمس الدين بن قاسم الشافعي المصري، توفي بالقاهرة.
وفي بكرة يوم الأحد تاسع عشريه، وصل من مصر إلى قبة يلبغا خاصكي من مماليك السلطان، اسمه قائم الدهشة، ليصادر الناس ويستخلص منهم مالاً، بواسطة أحمد بن صبح الذي كان السلطانة قد أهانه في السنة قبلها، ثم سافر مع الألفي الحواط فتوجه للسلطان بمصادرة أهل دمشق، فسبق ابن صبح المذكور الدهشة إلى دمشق بنحو خمسة أيام، وكان قد فارقه من المنية، فغيب وتوارى عند ذلك أعيان دمشق، وهم لعمري معذورون، فإن النائب قد أخذ من غالب الناس على أملاكهم مالاً وشوش على غالبهم بذلك، لأن حال الناس متوقف من غلاء القمح والشعير والأرز.