به دار السعادة، ثم خرجوا به، وقد وضع عنه الحديد، وهو مرسم عليه، وقد خلع على القاصد المذكور، ورجعو إلى الميدان الأخضر ونزلوا بالقصر، ثم استراحوا وسافروا إلى مصر.
وفي يوم الجمعة عاشره مرت على أشجار قرية المزة رجل جراد كثيرة في ساعة واحدة، رعت أوراق التين والقنبيط وغير ذلك، ثم سافرت إلى جهة القبلة في اليوم المذكور. وفي يوم السبت حادي عشره سافر إلى مصر مطلوباً قاض القضاة نجم الدين بن مفلح، والشاب أمين الدين بن عبادة، الذي توفي والده، وصحبتهما جماعة مطلوبين.
وفي هذه الأيام كملت محاسن الجامع الذي وسع بمحلة قبر عاتكة، المعروف بجامع البزوري، وجاء في غاية الحسن. وفيه أوصلت القناة بجرفها داخل باب سوق البصل إلى المسجد، وجعلت لوضوء المصليين، وكثر نفعها.
وفي يوم الأربعاء نصفه كملت المئذنة التي بجامع الأمير على بن حيوط، وكان مات حين ابتدأ فيها، فكملها الحاج عبد القادر بن الحلاق الأجرود، الحريري بمحلة الجامع المذكور، وجاءت في غاية الحسن. وفي هذا اليوم ابتدأ معلم السلطان محمد بن العطار المعمار في عمارة تربة اليحياوي النائب، خارج باب الجابية، بعد أن كانت خاناً موقوفاً على تربة داخل باب الصغير، وكان هذا الخان يعرف بخان المقادسة، وبخان الجورة، وخرج بالأساس نحو ذراعين، ولا قوة إلا بالله.
وفي هذه الأيام قبض يلباي نائب صفد على الأمير علي بن عبد الله والي بانياس كان، وأخذ موجوده وأرسله محفوظاً عليه إلى النائب، فدخل مسمراً مشهوراً ينادي عليه بالعصيان، فأمر النائب بضرب عنقه ساعة وصوله، قرب باب الاصطبل، بكرة يوم الأحد سادس عشريه.
وفي ليلة الاثنين ثامن عشريه، وهي ليلة الثالث عشر من برج الأسد، مطرت السماء بعض مطر، ثم أصبح ماء دمشق كماء الحريرة من الزيادة في شدة البياض والنحافة، فطهرت النجاسات الكلبية من دمشق وغيرها، ولله الحمد على التطهير من ذلك في أوائل دخول رمضان، ولعله أن يطهرنا فيه من الذنوب، إنه جواد كريم؛ ثم بلغنا أنه وقع ببلاد قدس ثلج ومطر كثير. وفي يوم الجمعة خامس عشريه صلوا في الجامع الأموي غائبة على الشيخ جمال الدين الكوراني، مات بالروم.