الشريف حصل منه ما كان فيه وأعظم، ومسك ناظر الجيش المقسي وابن ضرير وطلب منهما مالاً جزيلاً، فقالا المقسي: ما معي شيء والمال في الجهات، وما معه إلا روحه خذها، فأمر بسلخه، فأخذ وسمر على جمل في القاهرة وسلمهما للوالي، فشفع القاضي كاتب السر بأن يشنقا أخف عليهما من السلخ، ثم إن الخليفة طلع إليه وشفع فيهما، وقال: إيش يقول الناس في البلاد إن السلطان أمر بقتل مباشريه على مال، وتلطف به إلى أن صفح عنهما وسجنهما على المال.
وفي يوم الأحد تاسع عشره قيل إن بهاء الدين الباعوني ورضي الدين الغزي كل منهما له بنت صغيره، زوج كل منهما بنته بالآخر لأمر بينهما.
ووقعت قضية بين عبد الله الباعوني وابن البانياسي وابن الناعوري والشهاب البقاعي ونقيب القلعة، من جهة غيضة من غياض السلطان، اقتضى الحال إلى مسكهم والكلام الوحش لبعضهم، وأخذ الخشب والغيضة منهم للسطان والإشهاد عليهم بذلك.
وفي يوم الاثنين عشريه جاءت أخبار بأن سيف البدوي الخياري وعربه اقتتلوا مع نائب حماة أزدمر وأمير كبير بها، وأنهما قتلا، والحاجب على جانبه على خطة.
وفي يوم الثلاثاء حادي عشريه في آخره توفي الشيخ علي الحلاق المقيم بمدرسة البادرائية، كان في خدمة الشيخ محمد الحسيني ومولانا الشيخ تقي الدين المنوه بذكره، والقاضي زين الدين قريبه نازل بخلوة بالبادرائية له مدة من أيام القاضي ولي الدين ابن قاضي عجلون عندهم، وخلف مالاً كثيراً نحو الخمسمائة دينار ذهباً، وفضة وأثاثاً، وكان يدعي ضيق اليد حتى كان يأخذ الزكاة.
وتوفي علاء الدين المصري الشافعي المدعو بالغزالي، وبلقب بأبي قتيبة.
وفيه فرس النائب على نفيب القلعة وأوهجه بسبب فلاحي داريا، كان أمسكهم النائب بسبب فقيه داريا المقتول، فأطلعهم من الحبس بغير مشورة، وحبس الشاكين، فشكوا على النقيب للنائب فلم يلتفت إليه، ثم بعد ذلك طلع النقيب للمرج، فهو قاعد وإذا بهم جاؤوا وشكوا عليه، فشتمه، وقال له: يا خنزير يا كلب والله أوسطك، أنت حاكم الشام، تحكم برأيك؟ إلى غير ذلك من الكلمات، فأكب على رجلي النائب يقبلهما إلى أن سكت عنه، وقال له: امسك الذين أطلقتهم واحبسهم وإلا وسطتك؛ ثم قال للمقدمين بالقلعة: يا خنازير، الكل منكم، والله أوسطكم