وفي يوم الثلاثاء عاشره دخل الحاج الحلبي من حلب إلى دمشق. وفي يوم الثلاثاء سابع عشره سافر قاصداً السلطان جان بلاط إلى ابن عثمان، وكان تقدمه قاضي برصة قاصد ابن عثمان.
وفي يوم الخميس تاسع عشره سافر الحاج من دمشق؛ قال شيخنا المحيوي النعميم: ولم أرهم تأخروا مثل هذه السنة. وفي يوم الخميس سادس عشرينه رجع الناس من المزيريب، وأخبروا بالرخص المفرط في كل شيء. وفي هذه الأيام لبس أحد مقدمي الألوف، قايتباي، خلعة بنيابة كرك الشوبك، مع المقدمة المذكورة بدمشق.
وفي يوم الاثنين ثامن ذي القعدة منها، دخل من مصر إلى دمشق خاصكي على يمين النائب، وقدامه بريدين بعلامتين صفر، يبشر بوفاء النيل. وفيه شاع بدمشق أن شخصاً اشترى بيتاً احتاج إلى تزويق ثنياته، فأتى لها بمعمارية وشارطهم على عملها، وأعطاهم المفتاح وذهب إلى شغله، فهم في عملها، وحفر مكان وضعها، سقط عليهم من مكان الحفر قشر جوزة هندية، فإذا فيها عدة أربعمائة دينار وعشرة دنانير فتخاصموا عليها، فعلم بها النائب، فأخذها منهم وأعطاهم عشره أشرفية.
وفي يوم الخميس حادي عشره دخل من مصر إلى دمشق الأمير كسباي، قيل إنه من أقارب السلطان، قد فوض إليه أمرة أربعين، وهو الإقطاع الذي للأمير تمراز المتوفى. وفي هذه الأيام ورد مرسوم شريف بطلب السيد كمال الدين بن حمزة إلى مصر، فوجد قد سافر إلى الحجاز، فرد الحاجب الكبير الجواب بذلك، ثم سافر إلى مصر.
وفي يوم الجمعة بعد الصلاة سادس عشرينه سافر الأمير الكبير إلى مصر، وودعه الأكابر بدمشق، مطلوباً ليولى أميراً آخوراً بمصر. وفي ليلة الأحد ثامن عشريه وجد شاب أمرد قد قتل وحمل ورمي في خشخاشة بمقبرة الباب الصغير، فأخذ وغسل وكفن بوزره، ثم صلي عليه ثم دفن، ولم يعرف من أين هو ولا من قتله. وفي هذه الليلة نقب خان الحصني من المصلى، وأخذ من داخله مال كثير.
وفي ليلة السبت رابع ذي الحجة منها، سافر وكيل السلطان بدمشق صلاح الدين العدوي إلى مصر مطلوباً. وفي هذه الأيام أرسل النائب سرية بالقبض على نائب حمص المعروف بالحليق بن أصلان بك الغادري، فقبض عليه بغتة وأتي به ووضع في قلعة دمشق، في يوم الأحد خامسه - وفي يوم الاثنين سادسه، دخل إلى دمشق من مصر نائب حمص الجديد.