للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اسُتُجِيبَ لَهُ، وَكَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ إِلَى مَوْضِعِ البيت، حتى بوأ الله مكانه إبراهيم.

قال أهل السير: فلما ولد للخليل إسماعيل، أمره الله تعالى ببناء الْبَيْتِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! بَيِّنْ لِي صِفَتَهُ، فأرسل الله سحابة على قدر الْكَعْبَةِ، فَسَارَتْ مَعَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَوَقَفَتْ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ وَنُودِيَ: ابْنِ عَلَى ظِلِّهَا، لا تَزِدْ وَلا تَنْقُصْ. فَكَانَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يناوله الحجارة، فلما فرغا منه، أوحى الله تعالى إليه: {وأذن في الناس بالحج} ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟

فَقَالَ: عليك الأذان وعلي البلاغ، فعلا ثبير، ونادى يا عباد الله! إن لله بيتاً فحجوه.

قَالَ مُجَاهِدٌ: فَلَبَّى كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَأُسْمِعَ من بين المشرق والمغرب، فأجابوه: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، فَإِنَّمَا يَحُجُّ الْيَوْمَ مَنْ أَجَابَ يومئذٍ.

ثُمَّ إِنَّ الْبَيْتَ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ، فَبَنَتْهُ جُرْهُمٍ، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، وَكَانَ بِنَاءُ قُرَيْشٍ لِلْبَيْتِ وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامٌ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُلُمَ، أجمرت امرأة الكعبة، فطارت شرره، فَأَحْرَقَتْ ثِيَابَ الْكَعْبَةِ، فَوَهَى الْبَيْتُ، فَنَقَضَتْهُ قُرَيْشٌ وبنته، فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>