موعظة أبي حازم هشام بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ
٤٦٢- وَبِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ، فَقَالَ: عظني وأوجز.
فقال: اتَّقِ اللَّهَ، وَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ حَلالَهَا حساب، وإن حرامها عذاب.
قال: لقد أوجزت [وأحسنت، زدني] فما مالك؟ [قال: لي مالان.
قال: ما هما؟
قَالَ:] الثِّقَةُ بِاللَّهِ، وَالإِيَاسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ.
قَالَ: ارْفَعْ حَوَائِجَكَ.
قَالَ: هَيْهَاتَ! قَدْ رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ، فَمَا أَتَانِي مِنْهَا قَنَعْتُ، وَمَا مَنَعَنِي مِنْهَا رَضِيتُ، وَقَدْ نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ، فَإِذَا هُوَ شَيْئَانِ:
أَحَدُهُمَا: لِي.
وَالآخَرُ: لِغَيْرِي.
فَأَمَّا مَا كَانَ لِي، فَلَوِ احْتَلْتُ بِكُلِّ حَيْلَةٍ، ما وصلت إليه قبل أوانه الذي قدر لي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute