ابن باكويه، قال: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قال: ثنا إسماعيل بن القاسم البرذعي، قال: ثنا عبد الله بن منبويه، قال: ثنا عبد الرحيم الدبيلي، قال: حدثني عثمان بن عمارة، قال: وردت الحجر مرة، فَإِذَا أَنَا بِمُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أدهم وعباد المنقرئ وهم يتكلمون بكلام لا أَعْقِلُهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ، إِنِّي شَابٌّ كَمَا تَرَوْنِي أَصُومُ النَّهَارَ، وَأَقُومُ اللَّيْلَ، وَأَحُجُّ سَنَةً، وَأَغْزُو سَنَةً، ما أرى في نفس زِيَادَةً، فَشُغِلَ الْقَوْمُ عَنِّي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا كَلامِي، ثُمَّ حَانَ مِنْ واحدٍ مِنْهُمُ الْتِفَاتَةٌ، فَقَالَ: يَا غُلامُ! إِنَّ هَمَّ الْقَوْمِ لَمْ يَكُنْ فِي كَثْرَةِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ، إِنَّمَا كَانَ هَمُّ الْقَوْمِ فِي نَفَاذِ الأَبْصَارِ حتى أبصروا.
٢٣٠- أخبرنا أبو بكر الصوفي، قال: أخبرنا أبو سعد الحيري، قال: ثنا ابن باكويه، قال: ثنا عيسى بن عمر، قال: ثنا أحمد بن محمد القرشي، قال: ثنا إبراهيم بن عيسى، قال: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بالبيت، إذ أنا بِامْرَأَةٍ جَهِيرَةٍ فِي الْحِجْرِ وَهِيَ تَقُولُ: أَتَيْتُكَ مِنْ شقةٍ بَعِيدَةٍ مُؤَمِّلَةً لِمَعْرُوفِكَ، فَأَنِلْنِي مَعْرُوفًا مِنْ مَعْرُوفِكَ تُغْنِينِي بِهِ عَنْ مَعْرُوفِ مَنْ سواك يا معروفاً بالمعروف.