للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فما الذي يَكُونُ مِنْ جَزَائِكَ يَا مَوْلاي؟ ثُمَّ أَقْبَلَ على الناس بوجهه فقال: معاشر النَّاسِ! ادْعُوا لِمَنْ وَكَزَتْهُ الْخَطَايَا، وَغَمَرَتْهُ الْبَلايَا، ارْحَمُوا أَسِيرَ ضُرًّ، وَغَرِيبَ فاقةٍ، سَأَلْتُكُمْ بِالَّذِي قَدْ عَمَّتْكُمُ الرَّغْبَةُ إِلَيْهِ إِلا سَأَلْتُمُ اللَّهَ تعالى أن يهب لي جرمي، ويغفر لي ذنوبي، ثُمَّ عَادَ فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَقَالَ: إِلَهِي وَسَيِّدِي! عَظِيمُ الذَّنْبِ مَكْرُوبٌ، وَعَنْ صَالِحِ الأَعْمَالِ مَطْرُودٌ، وَقَدْ أَصْبَحْتُ ذَا فَاقَةٍ إِلَى رَحْمَتِكَ يَا مَوْلاي.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ: ثُمَّ رَأَيْتُهُ بِعَرَفَاتٍ وَقَدْ وَضَعَ يَسَارَهُ عَلَى أُمِّ رأسه، فيصرخ وَيَبْكِي وَيَشْهَقُ وَيَقُولُ: إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاي! أُضْحِكَتِ الأَرْضُ بِالزَّهْرَةِ، وَأُمْطِرَتِ السَّمَاءُ بِالرَّحْمَةِ، وَالَّذِي أَعْطَيْتَ الْمُوَحِّدِينَ، إِنَّ نَفْسِي لَوَاثِقَةٌ لِي وَلَهُمْ مِنْكَ بالرضا، وَكَيْفَ لا يَكُونُ كَذَلِكَ وَأَنْتَ حَبِيبُ مَنْ تَحَبَّبَ إِلَيْكَ، وَقُرَّةُ عَيْنِ مَنْ لاذَ بِكَ وَانْقَطَعَ إِلَيْكَ، يَا مَوْلاي! حَقًّا حَقًّا أَقُولُ لَقَدْ أَمَرْتَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ، فَاجْعَلْ وُفُودِي إِلَيْكَ عِتْقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ.

٢٦٨- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ ظفر، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الفقيه، قال: ثنا هلال بن محمد، قال: ثنا عمر بن أحمد، قال: ثنا عبيد الله، قال: ثنا زكريا، قال: ثنا الأصمعي، قال: ثنا سُفَيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مُتَعَلِّقًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: السَّائِلُ بِبَابِكَ انْقَضَتْ أَيَّامُهُ، وَبَقِيَتْ آثَامُهُ، وَانْقَضَتْ شَهَوَاتِهِ وَبَقِيَتْ تَبِعَاتُهُ، وَلِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى، فَاجْعَلْ قِرَايَ الْجَنَّةَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>