٢٨١- قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ شُجَاعِ بْنِ فَارِسٍ، قال: أخبرنا هناد، قال: ثنا محمد بن علي بن مخلد، قال: ثنا أحمد بن محمد، قال: حدثني صالح بن محمد، قال: حدثني حمزة الرقي، قال: حدثني علي بن يعقوب، قال: ثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا ابن الشيظمي، قَالَ: حَجَجْتُ فِي سَنَةٍ جَدْبَةٍ، فَبَيْنَا أَنَا أطوف بالكعبة، إذ بَصُرْتُ بِجَارِيَةٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ تَقُولُ: إِلَهِي وَسَيِّدِي! هَا أَنَا أَمَتُكَ الْغَرِيبَةُ، وَسَائِلَتُكَ الْفَقِيرَةُ، حَيْثُ لا يَخْفَى عليك مكاني، ولا يستتر عنك سوء حالي، قد هَتَكَتِ الْحَاجَةُ حِجَابِي، وَكَشَفَتِ الْفَاقَةُ نِقَابِي، فَكَشَفْتَ لَهَا وَجْهًا رَقِيقًا عِنْدَ الذُّلِ وَذَلِيلا عِنْدَ المسألة، طال وعزتك ما حجبه عنه ماء الغنا، وصانه عنه ماء الحياء، قد خدمت عَنِّي أَكُفُّ الْمَرْزُوقِينَ، وَضَاقَتْ بِي صُدُورُ الْمَخْلُوقِينَ، فمن