للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سُتُورُ بَيْتِكَ ذَيْلُ الأَمْنِ مِنْكَ وَقَدْ ... عَلَقْتُهَا مُسْتَجِيرًا أَيُّهَا الْبَارِي

وَمَا أَظُنُّكَ لَمَّا إِنْ عَلِقْتُ بِهَا ... خَوْفًا مِنَ النَّارِ تُدْنِينِي مِنَ النار

وها أنا جار ببيت أَنْتَ قُلْتَ لَنَا ... حُجُّوا إِلَيْهِ وَقَدْ أَوْصَيْتَ بِالْجَارِ

قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: خَرَجْتُ حَاجًّا إِلَى بيت الله تعالى؛ فإذا أنا بسعدون المجنون قد تعلق بأستار الكعبة يَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ وَيَقُولُ:

مَنْ أَوْلَى بِالتَّقْصِيرِ مِنِّي وَقَدْ خَلَقْتَنِي ضَعِيفًا، وَمَنْ أولى بالعفو منك وَأَنْتَ مَوْلاي.

قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَإِذَا عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صوفٍ مُرَقَّعَةٌ بِالأَدَمِ وَإِذَا عَلَى كُمِّهِ الأَيْمَنِ مَكْتُوبٌ:

تَعْصِي مَوْلاكَ يَا سَعِيدُ ... ما هكذا يفعل الْعَبِيدُ

فَرَاقِبِ اللَّهَ وَاخْشَ مِنْهُ ... يَا عَبْدَ سُوءٍ غَدًا الْوَعِيدُ

وَعَلَى كُمِّهِ الأَيْسَرِ مَكْتُوبٌ:

يَا مَنْ يَرَى بَاطِنَ اعْتِقَادِي ... وَمُنْتَهَى الأَمْرِ من فؤادي

أصلح فساد الأمر مني ... ولا تدع موضع الفساد

فقلت له: يَا سَعْدُونُ! أَنَّى لَكَ هَذِهِ الْحِكْمَةُ؟ وَالنَّاسُ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مَجْنُونٌ؟ فَوَلَّى وَهُوَ يَقُولُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>