للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: جوعني ثلاثين يوماً، ثم جئنا إِلَى قريةٍ فِيهَا مَقْثَأَةٌ قَدْ نُبِذَ مِنْهَا المدود، فقعدت آكل منه، فبصرني صَاحِبُ الْمَقْثَأَةِ، فَأَقْبَلَ يَضْرِبُ ظَهْرِي وَبَطْنِي وَيَقُولُ: يا لص! ما خرب مقثاي غيرك، منذ كم أنا أرصدك حتى وقعت عليك. فبينا هو يضربني، إذ أَقْبَلَ فَارِسٌ نَحْوَهُ مُسْرِعًا إِلَيْهِ وَقَلَّبَ السَّوْطَ فِي رَأْسِهِ، وَقَالَ: تَعْمَدُ إِلَى وَلِيٍّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَتَقُولُ لَهُ: يَا لِصُّ؟ فَأَخَذَ صاحب المقثأة بيدي، فذهب إلى منزله، فما أبقى من الكرامة شيء، إِلا عَمِلَهُ وَاسْتَحَلَّنِي، وَجَعَلَ مَقْثَأَتَهُ لِلَّهِ وَلأَصْحَابِ مَعْرُوفٍ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: صِفْ لِي مَعْرُوفًا. فوصفه، فَعَرَفْتُكَ بِالصِّفَةِ بِمَا كُنْتُ قَدْ شَاهَدْتُهُ مِنْ صِفَتِكَ.

قَالَ مَعْرُوفٌ: فَمَا اسْتَتَمَّ كَلامَهُ حَتَّى دق صاحب المقثاة الباب، ودخل وكان موسراً وأخرج جميع ماله وأنفقه على الفقراء، وصحب الشاب سنة فخرجا إِلَى الْحَجِّ، فَمَاتَا بِالرَّبَذَةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>