وشمالاً، فأبصر قبر أمه آمنة، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَلَمْ يَفْجَأْنَا إِلا بِبُكَائِهِ، فَبَكَيْنَا لِبُكَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:
((مَا الَّذِي أَبْكَاكُمْ؟)) .
قَالُوا: بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا. قَالَ:
((وَمَا ظننتم؟)) .
قالوا: ظَنَنَّا أَنَّ الْعَذَابَ نَازِلٌ عَلَيْنَا. قَالَ:
((لَمْ يكن من ذاك شيء، ولكني مررت بقبر أمي، فصليت ركعتين، ثم إني اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَنُهِيتُ، فَبَكَيْتُ، ثم عدت فصليت ركعتين، واستأذنت ربي أن أستغفر لها، فزجرت زجراً، فَعَلا بُكَائِي)) .
ثُمَّ دَعَا بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا، فَمَا سار إلا هنيهة حتى قامت النَّاقَةُ بِثِقَلِ الْوَحْيِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ... } إلى قول: {تبرأ منه} ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أُشْهِدُكُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ آمِنَةَ كَمَا تَبَرَّأَ إِبْرَاهِيمُ من أبيه)) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute